الإثنين 25 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

عمل من الفسيخ شربات.. شاب يحول غرفته على السطوح إلى تحفة سكنية تخطف الأنظار

مملكة طه عبيد
تقارير وتحقيقات
مملكة طه عبيد
السبت 25/سبتمبر/2021 - 01:17 م

نسمع دائمًا من خلال المسلسلات والأفلام المصرية مثلًا شعبيًا قديمًا يقول: يعمل من الفسيخ شربات، ويطلق هذا المثل على الشخص الذي يصنع من الشيء نقيضه، فمن ذا الذي يستطيع استخراج شراب حلو ولذيذ من سمك متعفن؟.

جدران متهالكة لغرفة لا تتعدى بضعة أمتار، حولها طه عبيد، 24 عامًا الذي اضطرته أقداره للسكن بمفرده، إلى براح واسع أشبه بمنتجع سياحي، أو مملكة كما يحب أن يلقبها، حتى أصبح من الصعب  على الغير تصديق أن هذا المكان، كان عبارة عن خردوات متهالكة قبل أشهر قليلة.

اضطر طه لعدم إكمال مسيرته التعليمية ودفعته أقداره لمغادرة منشأه الأصل، قنا، ليجد نفسه أمام تحدٍ جديد بعد استقلاله عن أسرته، لتصبح شوارع القاهرة القديمة ملاذًا له، وتحديدًا منطقة عابدين ليغادرها هي الأخرى بعد أشهر قليلة، ويذهب إلى سطوح منزل في السيدة زينب، بعد أن أعرب لأحد أصدقائه أنه يريد غرفة منفصلة على سطوح أحد الأماكن القديمة في القاهرة.

وعند زيارته للمكان لأول مرة، وجد أنه ليس إلا مجموعة من الجدران المتهالكة القديمة التي لا تصلح للعيش فيها، ولكن روحها طغت على شكلها، ليوافق طه ويبدأ التحدي بالفعل أثناء عمله في مول كمبيوتر، وعلى نهج عبارة قلل ناس زود زرع، الذي اتخذها بمثابة قاعدة أساسية في حياته، بدأ في شراء وبيع الزرع، وعلى حسب قوله فبمجرد خروج شخص من حياته يبادر ليبدله بـ زرعة جديدة.

وبالرغم من صعوبة التحدي ولكنه كان يعلم أن النهاية ستكون مجزية وتعوضه عن كل التعب، حتى لو جارت عليه واضطر لعدم شراء أكل بالكمية وبالطريقة التي اعتاد عليها، لتدب الحياة من جديد في سطوح متهالك، ليتحول إلى جنة على الأرض بروح مفعمة بالأمل، وإمكانيات بسيطة، ليصبح لكل شبر حكاية.

الغرفة
الغرفة
شارع الغرفة
شارع الغرفة
غرفة مصطفى عبيد (4)
غرفة مصطفى عبيد (4)
غرفة مصطفى عبيد (5)
غرفة مصطفى عبيد (5)
غرفة مصطفى عبيد (6)
غرفة مصطفى عبيد (6)
غرفة مصطفى عبيد (7)
غرفة مصطفى عبيد (7)
غرفة مصطفى عبيد (8)
غرفة مصطفى عبيد (8)
غرفة مصطفى عبيد (12)
غرفة مصطفى عبيد (12)
غرفة مصطفى عبيد (13)
غرفة مصطفى عبيد (13)
غرفة مصطفى عبيد (14)
غرفة مصطفى عبيد (14)
غرفة مصطفى عبيد (15)
غرفة مصطفى عبيد (15)
قبل التجديد
قبل التجديد
قبل عملية التجديد
قبل عملية التجديد

ولم يتوقف عند هذا الحد، ولكنه بدأ في شراء أنتيكات من التراث القديم، يصل عمرها أحيانًا إلى قرن ونصف قرن، وبيعها عن طريق السوشيال ميديا، أي أنه يبيع مدة زمنية جميلة وليست أنتيكة، صنعت بكل حب وباحترافية تامة، بجانب تزيين زوايا غرفته بالأنتيكات ذاتها التي تعطي لمحة قديمة، وجدران غرفته التي كانت لها هي الأخرى، نصيبًا من التراث القديم وتحويلها لمعرض صور.

مصور بدرجة شاعر

لم تقتصر موهبته على حبه للحياة وتوزيع البهجة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومساعدته للآخرين فقط، بل توسع في كتابة الشعر والإلقاء والذي دخل بها مسابقات عديدة، ولم يمنعه عمله الذي يستنزف معظم  وقته، من ممارسة الهواية الذي يعشقها، وهي تصوير الشارع المصري القديم، والملامح المصرية الأصيلة.

رفقة مؤنسة مع صديقه جعفر

على صوت أم كلثوم وأغاني التراث القديم، مئات من الليالي والصباحات المبكرة يستقيظ طه عبيد بتفاؤل وبسمة اعتاد عليها كل من يعرفه، وقد يظن البعض أنه يعيش بمفرده في ظل العزلة التي اختارها لنفسه، ولكنه في رفقة مؤنسة بجوار صديقه الديك جعفر، الذي أغناه عن استخدام منبهات تدفعه للاستيقاظ كل يوم، بجانب أصدقائه الذين اعتادو على زيارة المملكة بين الحين والآخر.

تابع مواقعنا