أعلام الأدب.. ابن سناء الملك مداح الأيوبيين وواضع قواعد الموشحات
الشاعر ابن سناء الملك من شعراء الدولة العباسية في بلاد الأيوبيين وأحد المقربين من صلاح الدين الأيوبي، وفيما يلي أهم المعلومات عنه:
الاسم الكامل للشاعر هو أبو القاسم هبة الله بن جعفر بن سناء الملك، هذا هو لقبه الذي اشتُهر به، نشأ في ظل أسرة عريقة، جمعت بين الغنى والثروة، والعلم والمعرفة، فحفظ القرآن الكريم، ودرس اللغة والنحو، وجمع في نشأته الأولى بين علوم الفقه والدين واللغة، وألمَّ ببعض اللغات الأجنبية المنتشرة في عصره، كاللغة الفارسية التي كان يتقنها وينشر بعض إنتاجاته بها، ويستخدم بعض الخرجات الفارسية في موشحاته، كما كان ملمًا بعلوم الفلك.
ارتبط ابن سناء الملك بعلاقات وطيدة مع علماء عصره، أبرز هذه العلاقات علاقته بالقاضي الفاضل، حيث كانت بينهما مودة وتواصل بالرسائل، وكتاب «فصوص الفصول» حافل بالرسائل التي أرسلها القاضي الفاضل إلى ابن سناء الملك، والرد عليها، وهذه الرسائل تدل على الصلة الوثيقة بينهما، ما حمل الشعراء المعاصرين على حسده.
بحكم قرب ابن سناء الملك من القاضي الفاضل تقرب أيضًا إلى صلاح الدين الأيوبي وحاشيته فمُدح من السلاطين صلاح الدين وأولاده العزيز والأفضل، وأخاه الملك العادل، ومن الوزراء ابن شكر.
وقد استدعاه القاضي الفاضل إلى دمشق، ولكن حنينه إلى القاهرة أعاده سريعًا إلى مصر، وعلى الرغم من أن ابن سناء الملك أقام بمصر إلا أن شهرته الشعرية طبَّقت الآفاق فَعُرف بين شعراء مصر وشعراء الشام.
كانت لابن سناء الملك مجالس تجرى فيها المحاورات والفكاهات التي يروق سماعها، وكانت داره إحدى المنتديات التي جمعت أسباب الترف واللهو، لكنه كان على جانب كبير من الأخلاق الكريمة، فيها الاعتدال والورع والتقوى.
مؤلفات ابن سناء الملك
أما عن المؤلفات فقد ترك ابن سناء الملك ديوانه الشعري، وحققه محمد إبراهيم نصر وصادر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، وأيضًا له كتاب عن الموشحات بعنوان دار الطراز في عمل الموشحات، وهو أول كتاب ينظر للموشحات في تاريخ الأدب العربي، حيث قام ابن سناء الملك بوضع أصول وقواعد نظم الموشح كما فعل الخليل مع الشعر، كما يتضمن عددًا كبيرًا من الموشحات الأندلسية القديمة، وموشحات ابن سناء الملك، وحقق جودت الركابي وطبع في عام 1949م، وأعادت الهيئة العامة لقصور الثقافة في مصر طبعة سنة 2004.
كما أن لابن سناء الملك كتابا بعنوان فصوص الفصول وعقود العقول، ويتضمن رسائله مع القاضي الفاضل، وكتاب بعنوان مختصر الحيوان للجاحظ.
