ذاكرة الأمثال 59.. كل شيء ينكتب في الورق إلا الزَّلَق
ليست الأمثال كلاما يقال بهدف التسلية أو اللهو، بل الأمر مختلف تماما، فالأمثال ذاكرة تُمثل عادات الشعوب ومعتقداتهم وما يؤمنون به، ومن خلال الأمثال يمكن أن نتعرف على الطبقة الاجتماعية التي ينتمي إليها قائلوها.
والمناسبات التي تستدعي قول الأمثال كثيرة، ويصعب حصرها كلها، ومن الأمثال: كل شيء ينكتب في الورق إلا الزَّلَق.
قصة المثل
يفسر أحمد تيمور باشا في كتابه الأمثال العامية المثل، ويوضح أن الزلق هو الوحل، ويذكر قصة طريفة لهذا المثل وهي أن رجلًا أَكْثَرَ من الزواج ومارس أخلاق نسائه ومكرَهُنَّ، فجمع فيها كتابًا يرجع إليه إذا احتاج ذلك ليتقي كيدهن، ثم تزوج امرأة كان لها عشيق فأعيتها الحيلة معه للاجتماع بعشيقها.
في سبيل الاجتماع بعشيقها لجأت إلى حيلة وهي أن تذهب للحمام لكن زوجها لم يتركها ولشدة حرصه ذهب معها، ولما خرجت مَرَّا هي وزوجها أمام دار العشيق، وكانت راسلت عشيقها بما ينبغي عليه عمله، فأراق كثيرًا من الماء أمام الدار حتى توحل الطريق، فلما اجتازت المرأة أوقعت نفسها في الوحل موهمة أن قدمها زَلَّتْ، فنزل العشيق إليها لينجدها.
وكان في ثياب النساء، وأصعدها معه إلى الدار ليصلح من شأنها، وجلس الزوج منتظرًا على الباب، ثم لما علم الحيلة مزق الكتاب الذي ألفه في مكر النساء وقال: كل شيء بنكتب في الورق إلا الزلق.
