هل باتت المصالحة السعودية الإيرانية قريبة بعد عدد من المحادثات؟
تشهد المحادثات السعودية الإيرانية التي جرت بين الطرفين منذ فترة في أمريكا والعراق، وجاري استكمالها بوساطة عراقية، تطورا إيجابيا وفقا لتصريحات المسؤولين في كلتا الدولتين، لكنها لم ترتقي حتى الآن لمرحلة حلحلة الخلافات العالقة بينهما ومن ثم تحقيق مصالحة حقيقية بين الطرفين.
تطلعات سعودية لنتائج ملموسة
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، قال أن مباحثات أولية تجري بين بلاده وطهران، وأعرب العاهل السعودي عن أمله في أن تقود إلى نتائج ملموسة لبناء الثقة.
وأكد العاهل السعودي خلال كلمته أمام الدورة الـ 76 للجمعية العامة للأمم المتحدة عبر تقنية الفيديو، إن إيران دولة جارة، معربا عن أمله أن تؤدي المحادثات الأولية بين الجانبين إلى نتائج ملموسة لبناء الثقة.
وأعرب العاهل السعودي عن أمله في أن تقود المباحثات إلى وقف إيران جميع أشكال الدعم للجماعات الإرهابية والميليشيات الطائفية التي لم تجلب إلا الحرب والدمار والمعاناة لجميع شعوب المنطقة.
ايران تصف المحادثات بـ الجيدة
بدورها، أكدت وزارة الخارجية الإيرانية، الأسبوع الماضي، إجراء اتصالات أكثر تنظيمًا مع المملكة العربية السعودية في الأشهر القليلة الماضية، واصفتها بـ المحادثات الجيدة.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، في تصريح مع وكالة أنباء "إرنا" الإيرانية: أجرينا عدة جولات من المحادثات مع الحكومة السعودية في بغداد خلال الأشهر القليلة الماضية وكانت محادثات جيدة بشأن العلاقات الثنائية، مضيفا أن التقدم في المحادثات بشأن أمن الخليج كان جاد للغاية.
علاقات متغيرة
من جهته قال المحلل السياسي السعودي أحمد الشهري، أن المملكة العربية السعودية دائما ما تمد يديها نحو السلام ولمن يريد السلام، مؤكدا أن الرياض دائما ما تدعو للسلام بدليل أن المملكة وإيران كانتا تربطهما علاقات طيبة وقت رئاسة رفسنجانى وخاتمى، إلا أن الأمور تغيرت حينما جاءت حكومة المتجددين وحدث خلالها اقتحام السفارة السعودية في إيران وتحطيمها، وكذلك محاولة اعتيال سفير المملكة في واشنطن عادل الجبير، وهو الأمر الذي أدى إلى قطع العلاقات بين البلدين.
وشدد الشهري في تصريحات لـ القاهرة 24، على ضرورة أن تبدأ إيران في تعديل سلوكها الخاص بسياياتها في المنطقة، كى يفتح الباب أما الحوار مجددا، لافتا إلى أن لقاء نيويورك وبغداد يعدان إنجازا في هذا المسار، وتعتبر خطوة متقدمة جدا من أجل أمن وسلامة المنطقة.
ولفت إلى درورة أن تعيد إيران تقييم حساباتها السياسية منذ 40 عام مضت، وما جنته من حصار وتدهور اقتصادها وضعف في التنمية كما إنه ا أصبحت دولة معزولة على الصعيد الدولي نظرا لسياساتها الخارجية.
وأكد أن الإشكالية هنا تكمن في قراءة إيران للأمن والسلام في المنطقة، فطهران تصر على تسمية الخليج العربي بـ الخليج الفارسي، كما أنها تصر على خروج أمريكا من المنطقة في الوقت الذى تعقد فيه الحكومات العربية والخليجية شراكات استراتيجية مع واشنطن ودول غربية أخرى، فكيف لهم أن يقطعوا كل هذه العلاقات بهذا الشكل؟
من جهته قال عميد نعيمي المحلل السياسي الإيراني،في تصريحات لـ القاهرة 24، إن المباحثات السعودية الإيرانية كانت إيجابية، وأظهرت رغبة من الجانبين لإعادة العلاقات من قبل الطرفين.
وأوضح نعيمي، أنه لازال الاتصالات جاريه بين السعودية وإيران عبر وساطة عراقية.
ويرى نعيمي، أن المباحثات الجارية قد تمهد لعودة العلاقات السياسية بين البلدين، إلا أنه يرى أن الخلافات حول بعض القضايا لن تحل بسهولة.
من جهته أعلن السفير الإيراني في العراق إيرج مسجدي، الجمعة الماضية، أن بغداد ستحتضن الجولة الرابعة من المحادثات بين إيران والسعودية. لافتا إلى أن المباحثات مع السعودية تسير على قدم وساق إلى الأمام.