بعد اللقاءات غير المسبوقة.. هل حان وقت عودة سوريا إلى الجامعة العربية؟
تطورات إيجابية مُتسارعة شهدتها العلاقات العربية السورية في الآونة الأخيرة، تُوجت بعدد غير مسبوق من اللقاءات الدبلوماسية بين وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، ونظرائه العرب في نيويورك على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، لعل أبرزها لقائه بوزير الخارجية المصري سامح شكري، وهو اللقاء الأول من نوعه خلال العقد الأخير.
سوريا التي غابت عن الجامعة العربية منذ نهاية العام 2011، بعد تعليق عضويتها، بدأت في العودة تدريجيًا إلى الحُضن العربي بشكل مُعلن خلال العامين الأخيرين، وكانت أول زيارة لرئيس عربي منذ اندلاع الحرب السورية، أجراها الرئيس السوداني السابق عمر البشير في ديسمبر 2018، وبعد ذلك بأقل من عام ونصف، أعلن الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي، مكالمة هاتفية مع الأسد، وكان ذلك في مارس 2020.
منذ ذلك الحين، وحتى اللقاءات الملفتة لوزير الخارجية السوري مع نظرائه العرب في نيويورك، لم تنقطع وتيرة التواصل العربي السوري، سواء علانية أو في أروقة الدبلوماسية بعيدًا عن الإعلام، من بينها اتصالات للسعودية مع دمشق، وفقا لما ذكرته بثينة شعبان، المستشارة السياسية للأسد.
التقى المقداد في نيويورك، وزراء خارجية مصر، الأردن، الجزائر، تونس، فلسطين، موريتانيا، عمان، العراق، وزير الدولة الإماراتي، وأجرى عدد من اللقاءات مع دول عربية، كان بعضها لأول مرة منذ اندلاع الحرب في سوريا.
وحول ما إذا كان ذلك إشارة إلى عودة سورية قريبة إلى الجامعة العربية، أكدت مصادر دبلوماسية أن هذا الموضوع غير مطروح حاليا، وأنه لا جديد في هذا الملف.
أضافت المصادر في تصريحات لـ القاهرة 24، أن التطورات الإيجابية في العلاقات السورية مع محيطها العربي، لا يتجاوز ما تم الإعلان عنه حتى الآن.
في ذات السياق، قال سامح شكري، وزير الخارجية، عن الموقف المصري حاليًا من الوضع في سوريا وما إذا كانت قريبة من العودة إلى الجامعة العربية، إن ما يعنينا الآن هو التوصل إلى حل للأزمة السورية، وهو ما يقتضي الامتثال لقرارات مجلس الأمن، وأن يكون هناك تفاهم بين الدول الفاعلة والأطراف المؤثرة، وأن تضطلع الحكومة السورية بمسؤوليتها تجاه شعبها في خدمة مصالحه، وعودة السوريين المتواجدين في معسكرات اللاجئين.