من إيطاليا إلى سور الأزبكية.. حكاية عم توفيق البورسعيدي حبيب الكتب والمثقفين | صور وفيديو
قرر عم توفيق الصياد الذي يبلغ من العمر 72 عامًا بورسعيدي الأصل، أن يعيش حياته في درب الكلمة بائعًا للكتب، حيث إنه لم يعمل في تجارة الملابس والصابون وغيرهما من البضائع المستوردة التي كانت تحقق أرباحًا كبيرة لأبناء قريته في تلك الفترة.
بدء عم توفيق، رحلته مع القراءة منذ الصغر وكان يقرأ الجرنال والمجلات الشهيرة، وكذا لم يكن يترك كتابًا إلا ويستفيد منه، وحينما وصل إلى عمر الـ 16 عامًا، أصبحت الكتابة جزءً من حياته يعيش مع الكتب.
كان هذا المثقف وهو في ريعان شبابه يشتري الكتب من على سور الأزبكية يتعلم منها الدنيا، ويكتسب منها خبرات الحياة وصحيح اللغة، وساعدت دراسته في جامعة الأزهر علي التمكن من اللغة العربية.
بلغ الـ عم توفيق الـ 26 عامًا، وقرر أن يبدأ حياته العملية في هوايته التي باتت تمثل كل حياته وهي بيع الكتب، ظل عامين يبيع الكتب علي رصيف الأزبكية بشارع جامعة الدول العربية، ثم سافر إلى عددٍ من الدول العربية والأجنبية، وأستقر في إيطاليا يبيع أيضًا المجلات والجرائد الإيطالية.
ويقول توفيق الصياد: أنا بورسعيدي الدم والبحر والسفن جعلوا لدي الرغبة للسفر وتجربة الحياة في الغربة يمكن حياة أفضل ويمكن تجربة جديدة وأشوف اللي بيقولوا عنه أن في السفر 7 فوائد.
حصل بائع الكتب، على فيزا سياحة لإيطاليا وهناك تعرف علي أحد أصحاب الأكشاك بعدما عجز عن وجود فرصة عمل بسبب عدم تمكنه في اللغة الإيطالية، ولم يمر وقت طويل حتي تعلم عم توفيق الحديث معهم، ويقول عنهم خفاف الظل ولهم قفشات مثل المصريين.
ويؤكد عم توفيق، أنه تعلم من الطليان القراءة في كل وقت، في العمل وفي المواصلات وفي المطارات، مؤكدًا أنه قراء مئات الكتب، واستطاع أن يكون عالمًا بمعظم المؤلفات والكتاب والمطابع، حتى أن لديه القدرة أن يحدثك في محتوى أي كتاب يبيعه، ويكلمك عن تاريخه وطبيعة كاتبه.
فيما يخص تأثير التكنولوجيا على القراءة، قال عم توفيق أن الأنترنت لا يمكن أن يخطف قارئ، لأن القراءة علاقة بين القارئ والكتاب، لا يمكن أن تتحقق متعتها علي الأجهزة اللوحية.
ويروي، أنه جمع بين الحياة التي عاشها علي الرصيف لأكثر من 40 عامًا، وبين القراءة والمعرفة لمئات الكتب، وبين تبادل الثقافات والخبرات الذي أكتسبها من السفر للخارج، وأطلق 3 مؤلفات في التنمية البشرية، ولغة الجسد وأساليب التجارة، وحققوا نجاحات كبيرة، وكان يلقي في وقتها دعمًا كبيرًا من أصحاب دور النشر.
وأشار عم توفيق إلى أن تمسكه بالرصيف لأنه أفضل الطرق لتسويق الكتب، مؤكدًًا أن المارة خاصة في الأماكن المزدحمة تلفت عناوين الكتب نظرهم فيقومون شراءها، مشيرًا أنه من الصعب أن يذهب القارئ إلي مكتبة لشراء كتاب، بينما يمكن ان يشتري 10 كتب من علي الرصيف.
فيما يشير عم توفيق أن معظم الشباب يتجه إلي كتب التنمية البشرية والرغب وعلم النفس والروايات، مؤكدًا أن فئة قليلة بعينها التي باتت تهتم بالكتب السياسية.
ووجه عم توفيق نصائح للشباب أن يعملوا فيما يحبون، وذلك حتي يحققون النجاحات، وطالبهم كذلك بمزيد من القراءة والمعرفة وتثقيف النفس، مؤكدًا أنه وقد بلغ من العمر 72 عامًا، لا يزال يقرأ علي «فرش الكتب».