سياسي لبناني: إدخال حزب الله النفط الإيراني استعراض لم يغير من الواقع.. وانتشار الفساد سيعوق الحكومة
يستغل حزب الله اللبناني، المدعوم من دولة إيران، الازمة الحالية التي يخوضها الشعب اللبناني من نقص الوقود، بإدخال شحنات نفطية إيرانية ليظهر بموضع البطل الذي ينقذ البلاد من الازمة الحانقة، منتهكا السيادة اللبنانية، وفقا لما قاله البطريرك الماروني بشارة الراعي، فالحكومة الجديدة تواجه العديد من التحديات لتخطي الازمة الحالية بالرغم من قصر عمرها، حيث تنتهي صلاحية الحكومة الجديدة عقب الانتخابات البرلمانية خلال 8 أشهر المقبلة.
وتحاول الحكومة الجديدة السعي في العديد من الاتجاهات للحصول علي الأموال الخاصة بلبنان المجمدة في الاتحاد الأوروبي، وطلب المساعدات من بعد الدول الشقيقة.
وفي هذا الصدد، قال فادي عاكوم، المحلل السياسي اللبناني، إن ادخال حزب الله للنفط الإيراني إلى الأراضي اللبنانية، هي حركة استعراضية من قبل حزب الله ومحاوله منه لإسكات الحاضنة الشعبية له، بعد التوتر الكبير وعدم الثقة ووصول الأمور المالية والاقتصادية لقاعدته الشعبية إلى مستويات، مخيفة جدا.
وأضاف عاكوم في تصريح لـ “القاهرة 24”، أن النفط الإيراني لم يغير كثيرا من واقع الأمور، علي الأرض إذ تستمر الازمة الخانقة للمحروقات خصوصا البنزين والمازوت، والكميات التي تدخل الأراضي اللبنانية، لن تشكل فارقا خلال الفترة المقبلة خصوصا مع اقتراب فصل الشتاء فأغلب اللبنانيين يعتمدون علي المازوت للتدفئة وهذا امر قد يكون به اضرار كبيرة مستقبلا.
وأوضح أن اللافت هو السكوت الأمريكي، عن هذا التمرير للنفط الإيراني إلى لبنان، في ظل العقوبات المفروضة سواء علي إيران أو سوريا، وبالتالي المسألة قد يكون لها جانب انساني دفعت الولايات المتحدة الامريكية إلى السكوت عن هذا الامر وعدم إعطائه حجم أكبر مما هو عليه، باستثناء بعد التصريحات، الخجولة التي ترافقت مع ادخال النفط الإيراني.
وتابع عاكوم، لبنان بحاجة إلى الأموال التي جمعت من خلال المؤتمرات الدولية كمؤتمر باريس وسيدر، بكل اقسامها، لكن هذه الأموال مرتبط بخارطة الإصلاحات الاقتصادية التي يجب علي الحكومة اللبنانية أن تقرها، هذا شرط أساسي للمجتمع الأوروبي وفرنسا، للإفراج عن هذه الأموال.
وعقب على أن ما دام هذه الحكومة لم تقم بذه الإجراءات الضرورية كالتحقيق الجنائي ووقف الهدر والفساد وغيرها من الملفات، لان الجسم الإداري للمؤسسات اللبنانية مهترئ، فيه الكثير من الفساد ويحتاج لعملية استئصال، قد تكون صعبة للغاية في الوقت الحالي، كونه مرتبط بحسابات سياسية كبيرة في الجانب اللبناني قد لا يكون الوقت مناسب لفتح هذا الملف ولكن هذا سيعوق الحكومة الجديدة وإدخال الأموال إلى لبنان.
وأشار إلى أن مفاوضات صندوق الدعم الدولي، لا تزال في بداياتها، فهي حتي الآن في المراحل التمهيدية الأولى كون شروط المجتمع الأوروبي تتلاقي بشكل كبير مع الشروط الأوروبية للإفراج عن الأموال اللبنانية.
وتابع: ولكن هناك امر قد يكون من حسن حظ الحكومة ان من شروط صندوق النقد بان يتم رفع الدعم تدريجيا أو كليا، وكان مصرف لبنان اعلن أنه لن يستطيع تقديم الدعم أكثر من هذا بسبب افلاسه وبالتالي فان أحد بنود صندوق الدعم الدولي تم التخلص منها فقرار رفع الدعم كان سيستلزم، شجاعة كبيرة من قبل الحكومة ولكن هذا ما أفلت منه ميقاتي وقد يكون بادرة أساسية للسير في مفاوضات خلال الفترة المقبلة.
ويجب ان نتطرق إلى ان فترة هذا الحكومة 8 شهور فقط ومر منها شهر، والملفات المطلوبة منها تستلزم وقت اكثر كونها قرارات مصيرية تحتاج للمزيد من الوقت لتنفيذها ان اتخذ القرار بالتنفيذ، فهذه الحكومة ستعتبر ساقطة نيابيا فور قيام الانتخابات البرلمانية المقبلة وسيتم تشكيل الحكومة من جديد.