خلف ستار الظل.. شعر سيد عبد الرازق
ولما تورَّدَ خدُّ الخجلْ
أردتُ الرجوعَ
فغلَّقتِ البابَ دوني وقالتْ
ألا هيتَ لكْ!!
***
لماذا؟
سؤالٌ مريرٌ يغلِّفُ أعمارَنا المظلمةْ
وتاريخَكِ المستبدَّ القديمْ
فمُذْ كنتُ نبتًا وحلمي يطوفُ
وشوطٌ عقيمٌ من الأمنياتِ
يتابِعُ شوطًا من الأمنياتْ
وما زلتُ طفلًا
تلوكُ الحكاياتِ أشداقُ جدَّاتِهِ في المساءْ
وتحكي عن القريةِ المستحيلةِ
تبكي النجومَ وتنعي الهلالْ
ولا زلتُ أهربُ خوفَ الكوابيسِ
تحت الغطاءْ
وأصحو أردِّدُ فيكِ النشيدَ
بلادي بلادي
وما في الوجودِ سواها بلادي
وكلُّ الخريطةِ تحني الجبينْ
وأكتب فوق السطورِ القديمةْ
أحبُّكِ رغمَ العروشِ الهزيلةْ
أحبك رغم الرؤوسِ الذليلةْ
أحبك رغمَ البُكا والعواءْ
أحبك رغم انحسارِ الضياءْ
أحبك قالوا..كذا الانتماءْ !
مسكتُ القلمْ
رسمتُ الحروفَ
ولستُ الذي يستطيع القراءةْ
رسمتُ الحروفَ
ولا أستطيعُ اشتراءَ البراءةْ
رسمتُ الحروفَ
ولم أدرِ أنِّي سجينٌ بأورادِها المغلقةْ
رسمتُ الحروفَ
ولكنَّ وجْهَ الخريطةِ عاد يجوبُ السماءْ
وأشداقُ جدَّاتِنا المستثارةُ
صارتْ ركامًا علاهُ التُّرابْ
بحثتُ عن الطفلِ في ذكرياتي
بحثتُ عن القريةِ المستحيلةِ
حتى الكوابيسِ تحت الغطاءْ
ولمَّا رأيتُ انعكاسَ المرايا
تيقنتُ أني ما عدتُ طفلًا
نسيتُ مع العمرِ ذاك النشيدَ
وراحَ عن الذهنِ لحنُ الصباحْ
معلومات حول سيد عبد الرازق
للشاعر سيد عبد الرازق العديد من الدواوين الشعرية، منها: نيرفانا، يرسمها الدخان، أخيرا تصمت الزرقاء، يقامر شعره، وهو طبيب بيطري من مواليد محافظة أسيوط، حصل سيد عبد الرازق، على عدة من الجوائز، منها جائزة الفيصل في الشعر، وهذه قصيدة له بعنوان خلف ستار الظل.
