عم توفيق.. يبيع البخت للأطفال منذ 15 عامًا ببورسعيد: الأرزاق على الله تكسب موبايل أو لعبة أو فلوس | صور وفيديو
على أحد الأرصفة بحديقة الأمل بشارع 23 ديسمبر نطاق حي المناخ بمحافظة بورسعيد، يجلس هذا الرجل الذي يبلغ من العمر 61 عامًا، يبيع البخت للأطفال، ويرسم فرحة على وجوه الأطفال.
«عم توفيق حنفي» لا تفارق كلمة الحمد لله لسانه حتى أنها حينما تُصادق الدموع تتحدث عن حال الفقر الذي يعاني منه بائع السعادة للأطفال والكبار، والذي يبيع منذ 15 عامًا البخت للأطفال.
يحصل عم توفيق على معاش بسيط بعدما كان يعمل في إحدى شركات النقل، ويشتري ألعاب وكتب قديمة وأكياس، يقوم من خلالها بصناعة البخت الذي يبيعه للأطفال لكسب رزق حلال يستطيع من خلاله الإنفاق على زوجته المصابة بجلطة، والتي يقول إن الله يرزقه من أجلها.
رحلة معاناة يبدأها عم توفيق كل يوم من الثالثة عصرًا وحتى الحادية عشر مساء، يتعامل خلالها مع العشرات من رواد الحديقة يبيع لهم السعادة في صور بخت، ليعود إلى منزله في كل يوم بالإيراد الذي تحصًل عليه ليرتاح قليل من الوقت ويعود من جديد لرحلة أخرى في يوم مثل اليوم الذي يسبقه.
لعبة البخت التي يبيعها عم توفيق عبارة عن أكياس بداخل مكاسب «فلوس والعاب أطفال وأدوات مدرسية والعاب فوم»، يقوم الطفل بسحب ورقة من شنطة الحظ ليطابق الرقم المكتوب علي الورقة رقمًا مشابه مكتوب علي الكيس حسب حظ الذبون.
استطاع عم توفيق أن يزوج من اللعبة ابنة زوجته وأن يعلم أبناءه ليحصل أحدهم على درجة الدكتوراه في الطب البيطري، ويحصل الآخر على كلية الهندسة، وذلك من لعبة البخت التي تحكي رحلة كفاح رجل يعمل بالحلال لكسب قوت يومه.
يقول عم توفيق إن هناك علاقة حب تربط بينه وبين الأطفال، والذين اعتادوا علي شراء البخت منه في كل يوم، ويؤكد أنه لا يترك طفلًا يري فيه عدم القدرة على شراء البخت إلا وأعطاه له على سبيل الهدية.
ويحكي «عم توفيق»، أنه بالرغم من ضعف أرباح تجارته إلا أن الله يرزقه منها رزقًا كافيًا حلالًا، خاصة وأنه يؤمن أن هذا الرزق يكتبه الله له ويبارك له فيه من أجل زوجته المريضة.
لا يوجد مطالب لهذا الرجل الفقير الذي لا يفارق الحمد لسانه سوي أن يجد وظيفة لنجله الحاصل علي كلية الهندسة، وأن يتم علاج والدته علي نفقة الدولة من مرضها، وذلك بعدما بات من الصعب علي بيع البخت أن يوفر كل هذه المتطلبات.