بتلعب بالنار على البُورد...ميادة صنايعي إصلاح أدوات كهربائية ببورسعيد: بشتغل 12 ساعة في اليوم وبمارس الرياضة | صور وفيديو
ميادة رضوان فتاة تبلغ من العمر 30 عامًا، توفي والدها في عام 2012 بعد أعوام من المعاناة مع المرض ليترك لها ووالدتها آرثًا كبيرًا يستلزم المعاناة والتعب من أجل التغلب عليه.
تقيم ميادة في منزل أسرتها مع والدتها وشقيقها شادي الذي يبلغ من العمر 26 عامًا، والذي أنهي خدمته العسكرية قبل أيام ليبدء رحلة العمل لمساعدة شقيقته وأمه في توفير مصدرًا للرزق الحلال، بعدما استطاعت الأم أن تزوج شقيقيها مسعد وشيماء.
بدأت ميادة رحلة العمل في عام 2007، بالتزامن مع مرض والدها عاملة في أحد محال صيانة الاجهزة الكهربائية، وظلت تعمل به حتي أكتسبت خبرة متراكمة وكبيرة في مجال الصيانة، إنتقلت بعدها إلي إيجار محل في مدينة بورفؤاد ليكون مشروعًا خاص بها، إلا أنها تركته بعد أشهر بسبب بعده عن المنزل لتعود من جديد للعمل في المحلات.
علم أحد أصحاب المحال التجارية بمنطقة الزهور أن ميادة تركت المحل الخاص بها ونظرًا لتميزها عرض عليها أن تعمل معه مسئولًا بالمحل الخاص به في قسم صيانة اللاب توب والكمبيوتر، وقبلت ميادة بالعمل لتبدء رحلة جديدة من رحلات حياتها.
تبدء ميادة يومها من الثالثة عصرًا وتستمر في العمل حتي الثانية عشر من صباح اليوم التالي، وتظل ميادة جالسة علي كرسي وأمامها جهاز اللحام والمعدات لمدة لا تقل عن 12 ساعة يوميًا، حتي أنها تقوم للتحرك في المحل حتي لا تصاب بألام شديدة بالظهر.
ميادة أكتسبت ثقة العملاء حتي أنها باتت من افضل مهندسوا صيانة اللاب توب علي مستوي محافظة بورسعيد، خاصة وأنها لا تعرف المستحيل في رحلة حياتها، وتحاول إصلاح العيوب التي يعجز المهندسين عن التعامل معها.
تقول ميادة أن المهنة صعبة ومرهقة، وتؤكد إنه ا لا تقابل مضايقات في العمل الا إنه ا في عودتها في اوقات متاخرة إلى المنزل قد تكون أحد أهم المشكلات، مؤكدة أن من يتعامل مع اللحام والنار ويتحدي ضروفه منذ الصغر يكون قادرًا علي مواجهة المشكلات.
وتحكي ميادة أنها تقيم 3 ايام في بورسعيد تعمل خلالهم صنايعي صيانة، كما إنه ا تقيم 3 أيام في مدينة السويس تحترف لعبة كرة القدم وتعمل في مجال التحكيم، وقد وصلت إلي الإلتحاق بمنتخب السويس وتطمح في تحقيق بطولة للمنتخب.
وتؤكد ميادة أن طموحها يتمثل في المجالين الذي تعمل بهما «الكرة والصيانة»، وبالرغم من عناء العمل الا أنها توفر من وقتها ساعات لإعداد نفسها بدنيًا للبطولة الرياضية.
وأشارت ميادة أنها تطمح بعد رحلة طويلة من العمل بالمحال أن يكون لها شركة خاصة تتمكن من خلالها تطوير عملها بالصيانة، وبيع الاجهزة الجديدة للذبائن التي تثق بها وتتعامل معها لأمانتها وصدقها في العمل.
وعن الرزق تقول ميادة أنها تؤمن أنه بيد الله، ولا تضجر يومًا من ضيق الرزق، حتي أنها حينما تمر عليها أيام يضيق فيها الرزق تسعد، وتعلم أن الله سوف يعوضها خيرًا، وبالفعل بتزايد الرزق في الأيام الآخري ليعوض أيام قل فيها الرزق.
وتقدم ميادة من خلال قصتها رسالة للمجتمع، أن لكل مجتهد نصيب في التوفيق وأن الجميع يجب ان يعمل ويجتهد في الكسب الحلال، وتوجه كذلك رسالة للفتيات والمرأة أنهم يستطيعون النجاح في أي مجال مادام التحدي والإرادة منهجًا لحياتهم.