ذاكرة الأمثال 60.. ضرب الطوب ولا الهروب
تُمثل الأمثال ذاكرة تحفظ تراث المجتمعات، وما يسود بها من عادات ومعتقدات، والأمثال أيضًا قد تُعبر عن الطبقة الاجتماعية التي ينتمي إليها قائلوها، ليست كلامًا يُقال لإضاعة الوقت والتسلية أو اللهو.
هناك الكثير من الأحوال والمناسبات التي تستدعي، وهي أكثر من أن تُحصى أو تعد، ومن الأمثال التي تتردد على ألسنة الناس كلما كان هناك موقف يستدعي ذلك قولهم: ضَرْبِ الطُّوبْ وَلَا الْهُرُوبْ.
المقصود بالطوب هنا الطوب اللبن، وضرب الطوب بمعنى صناعة الطوب، والمعنى الإجمالي للمثل، أنه من الخير للإنسان أن يُقيم في بلدته، ولا ينتقل منها ولو لم يَجِد من الصناعات ما يفعله إلا عمل اللبن، والطوب اللبن كان يصنع من الطين وتبنى به البيوت.
تفسير آخر للمثل
في حين يُفسر آخرون المثل بمعنى آخر، حيث يفهمون منه أنه من الخير، خير للإنسان أن يصبر على ضربه ورميه بالطوب ويحتمل العذاب والألم من أن يفر ويظهر العجز والجبن، ولذلك جاء المثل في بعض رواياته: الرجم بالطوب ولا الهروب، حيث تأتي كلمة الرجم بدلا من كلمة ضرب.