محلل فلسطيني: إسرائيل في خضم عملية عسكرية قيصرية حاليًا
اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلية، 5 مواطنين من بلدة بدو، شمال غرب القدس المحتلة، واندلعت مُواجهات بين الشباب الفلسطيني وقوات الاحتلال، التي اقتحمت القرية، ونفذت عمليات تمشيط في منطقة التين.
تقارير أردنية نقلت مخاوف عمان من تصاعد التوتر بالضفة الغربية، خاصة أن الكثير من الدلائل تُشير إلى أن حركة حماس كانت تُشكل مجموعات عسكرية لتصعيد المقاومة ضد الاحتلال.
تشكلت تلك المجموعات، حسب وكالات الأنباء والصحف الفلسطينية، بقصد ارتكاب اعتداءات بعضها ضد المدنيين.
أعربت وزارة الخارجية الأردنية عن قلقها، وأدانت جميع أعمال العنف في الضفة الغربية، لكن دون التطرق بشكل مُباشر إلى أعمال الاحتلال في أراضي السلطة الفلسطينية.
حسب مسؤول أردني، فإن الوضع كاد ينفجر مرة أخرى بفضل عدم قُدرة حماس على الوفاء بوعدها للأردن ومصر، بالمساعدة في الحفاظ على الاستقرار.
يأتي هذا مع تباين المواقف الداخلية إزاء التعاطي الأخير للسودان، والجدال الحاصل إزاء الأنشطة التجارية الفلسطينية التي تُمول حركة حماس، الأمر الذي دفع بالخرطوم إلى العمل جديا والتوجه إلى حظر هذه الأنشطة بوضوح.
في ظل التطورات الفلسطينية، قال الدكتور هاني العقاد، المحلل والخبير السياسي الفلسطيني، إن إسرائيل يساورها القلق الشديد منذ فترة من تنامي أعمال المقاومة الفلسطينية بأشكالها المسلحة، والمقاومة الشعبية في صورة انتفاضة تزداد وتيرتها يومًا بعد آخر.
أوضح العقاد في تصريح خاص لـ القاهرة 24، أن إسرائيل اختارت هذا الوقت، بعد خطاب الرئيس أبو مازن في الأمم المتحدة، لترد على الخطاب بطُرق الاحتلال، وتقول إنها من تتحكم في الشأن الأمني بالضفة الغربية، وأن السلطة الفلسطينية ليس لها أي سيادة أمنية وسياسية على الضفة الغربية، ورسالة اختبار لحركة حماس في غزة لتعرف ما إذا كانت التسهيلات التي قدمتها إسرائيل لها من أموال قطرية، والموافقة على إعادة إعمار قطاع غزة، قد تضمن ألا ترد المقاومة في غزة على أي عمليات بالضفة الغربية.
أضاف الخبير العقاد: على ما يبدوا أن إسرائيل الآن في خضم عملية عسكرية قيصرية لإحباط تكوين مزيد من خلايا فلسطينية مسلحة مجددًا في مدن الضفة الغربية، والتي باتت تُشكل تهديدًا لقواتها، أثناء قيام وحدات جيش الاحتلال باقتحام المدن الفلسطينية، لاعتقال نشطاء فلسطينيين يناهضوا المحتل الإسرائيلي.
تابع المحلل هاني العقاد: أعتقد أن إسرائيل الآن في بداية عملياتها، ونتوقع أن تزداد حِدتها خلال الأيام المقبلة، خاصة في جنين، حيث ارتكبت قوات الاحتلال أمس، مجزرة في جنين وبلدة بدو غرب القدس، وأعدمت 5 شبان فلسطينيين بزعم أنهم إرهابيون، ووصفهم أفيف كوخافي، رئيس أركان جيش الاحتلال، بأنهم كانوا يُجهزون لتنفيذ عمليات داخل مدن إسرائيل، واليوم اقتحمت نابلس بمئات من المستوطنين، ودارت اشتباكات كبيرة مع المقاومين الفلسطينيين الذين أطلقوا النار على وحدات جيش الاحتلال، مما دفع قوات الاحتلال إلى إجلاء 12 حافلة للمستوطنين، والخروج من محيط قبر يوسف بنابلس.
أكد الخبير الفلسطيني، أنه في العمليتين لم تكن الأمور سهله أمام الاحتلال الإسرائيلي، فقد أوقعت المقاومة مُصابين في صفوف قواته الخاصة، لا سيما وحدة (دفدفان)، التي يقول عنها الاحتلال، إنها وحدة النخبة، لافتًا إلى أن إسرائيل واجهت مُقاومة شرسة خلال العمليتين، ما يوفر لدينا مُؤشرات، أن أي عمليات اقتحام لمدن الضفة الغربية من الآن فصاعدًا ستكون مُكلفة الثمن، وهذا يجعلنا نتوقع أن تستخدم إسرائيل قُوات كبيرة في اقتحام المدن الفلسطينية لذات الأهداف.