بعد وفاة نجله الوحيد.. عم مجدي يجوب شوارع القاهرة ويقرأ القرآن ليهب ثوابه له
يظن كل من يراه من بعيد أنه عجوز مشرد يعاني من مشاكل نفسية، أو يتألم من شيء غير مفهوم، والكثير من الناظرين إليه يصيبهم الدهشة والعجب، فكيف لعاقل أن يجوب شوارع القاهرة لساعات طويلة دون فائدة!.
ولكن وراء جلابية المنزل التي اعتاد أن يرتديها عم مجدي، وهذا العكاز الذي أصبح سلاحه الوحيد قصة طويلة لا يعلمها سوى سكان المنطقة التي اعتادوا على رؤيته في الليل يوميا منذ سنة.
فقدَ عم مجدي ابنه الوحيد، نور، عن عمر يناهز 26 عامًا، والذي اعتاد سكان المنطقة على سماع صوته العذب في قراءة القرآن، بعد أن صدمته سيارة أثناء عمله على عربة الشاي، ليصبح ذهاب عم مجدي متعجلًا إلى نفس المكان لأكثر من سنة عادة يتمنى سكان المنطقة عدم انقطاعها، حيث يقضي ساعات يقرأ فيها القرءان بصوته العذب، ليهب ثواب القراءة له، وتحل البركة في المنطقة.
وبينما يقرأ ترصده عيون الجيران من شبابيك تطل على شجرة خضراء، يجلس هو في موضعه من الجانب الآخر منها كما اعتاد منذ زمان، يخامره شيء مبهج لا يُفسر ولا يسعى أحد أبدا لذلك، ليغلق الجميع صوت الموبايل صمتًا، ويضغى كل من يوم بجانبه منصتًا لذلك الصوت البعيد الآتي من هناك.
تقدم المسن باستغاثات عديدة لمساعدته بخاصة أنه مريض ضغط سكر وكبد ولا يقدر على العمل خاصة بعد فقد نجله الوحيد الذي كان بمثابة مصدر رزق له، لتأتي الحكمة الإلهية وتلعب دورها، ويسخر الله له من يقدم له المساعدة بين الحين والآخر من سكان المنطقة مؤكدين على قول عم مجدي آمنت أن الله لا ينسى أحد من عبادة.
هنعمل إيه.. حكمة ربنا.. بمشاعر يفيض منها الرضا تصبح هذه الكلمات الإجابة الأولى له عند سؤاله عما يشعر به بعد وفاة ابنه الوحيد، ليصبح المؤنس الوحيد له جدران غرفته التي لم يعد قادرًا على تحمل تكاليفها هي الأخرى.