الإثنين 23 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

حكيم الصين كونفوشيوس.. حاربوه في حياته وأحرقوا كتبه بعد وفاته

تمثال كونفوشيوس
ثقافة
تمثال كونفوشيوس
الثلاثاء 28/سبتمبر/2021 - 09:07 م

كونفوشيوس، الفيلسوف والرمز والحكيم الصيني الشهير، مؤسس ما يعرف بالكونفوشيوسيّة، والتي عدها الكثيرون دينًا بشر به كونفوشيوس، وآخرين عدوه نبيًا، ولد كونفوشيوس في مثل تلك الأيام عام 551 ق.م، بقرية قريبة من عاصمة دولة لو القديمة، مقاطعة شانتونج الحالية.

بدأ كونفوشيوس في أول الأمر بالعمل في وظيفة صغيرة، تابعة لهيئة مسؤولة عن الحبوب، وبعد فترة قصيرة تركها، وتوجه للتدريس، وذلك بعد وفاة أمه وهو في الرابعة والعشرين، حيث كان العرف يقتضي أن يترك الحياة العامة 3 سنوات حدادًا، وعندما عاد لم يعجبه حالة الدولة، والوظائف العامة، وخاصة عدم استماع المسؤولين لآرائه، فجمع بعض التلاميذ وتفرغ للتدريس، كان كونفوشيوس دؤوبًا على القراءة طوال الوقت، وقد ذكر لطلابه أنه منذ عامه الخامس عشر، لم يشغل ذهنه شيء في الحياة سوى تحصيل العلم والمعرفة.

قام كونفوشيوس بعمل جولة في عدة دول مجاورة لـ بلدته لو، مصطحبًا معه تلامذته، وبعد العديد من السنوات، ساءت حالة بلدته كثيرًا، فاستدعاه حاكم لو، وعرض عليه منصب مساعد مدير الأعمال الإنشائية، ثم ولاه بعد ذلك منصب وزير الجريمة، فصار مسؤولًا عن القضاء، واستطاع بمقتضى منصبه، أن يوجه بتنفيذ العديد من القرارات المتوافقة مع أفكاره، والتي تدعو إلى الإصلاحات العامة في الدولة.

ارتحال كونفوشيوس ومعاناته

 لكن حسب أبو بكر هوجانجين الصيني، فقد حاربه حاكم دولة تشي، المنافسة لدولته، وتآمر مع أغنياء لو من أجل إسقاطه، فأرسل إلى حاكم لو هدية، تحتوي على 80 فتاة، من الجميلات والبارعات في الغناء والرقص، فنجحوا بإلهائه عن كونفوشيوس، الذي رأى أنه لم يعد يُستمع إلى كلماته، فترك لو وسافر، وكان عمره 54 عامًا، فقضى 14 عامًا، في عناء وارتحال، ولم يلقى الترحاب في أي مكان ذهب إليه، وتخلى عنه الكثيرين من تلاميذه.

عاد كونفوشيوس إلى وطنه في سن الـ 68، ومكث طوال الخمس أعوام الأخيرة من حياته على العمل على الكتب الستة الشهيرة له، كتاب التغيرات، كتاب الأناشيد، وكتاب التاريخ، وكتاب الشعائر، وكتاب حوليات الربيع، وكتاب الربيع والخريف، وكتاب الموسيقى، فقد منهم كتاب الموسيقى، وعرفت الخمس كتب بــ ووتشنج، والتي تعني الروائع الخمس.

لم يتلقى كونفوشيوس أي تقدير طوال حياته، ولم تنتشر أي من تعاليمه، ولم يستمع إليه الناس، لكن بعد موته الذي كان في عام 479 ق.م، بفترة كبيرة، أخذت تعاليمه في الانتشار، وخاصة في عهد حكم أسرة تشو، لكن عندما زالت تلك الأسرة، اتسمت تلك الفترة بدأ من حكم شيه هوانج تي، كإمبراطور للصين، بالحرب على الفلسفة، والتعاليم الكونفوشيوسية، وأمر بحرق جميع ما كتبه، عدا نسخة وحيدة، توضع في مكتبة الإمبراطورية، والتي أحرقت بالكتب التي داخلها أثناء إحدى الحروب، وبعد خمسين سنة من إحراقها، حاولوا جمعها من الذين حفظوها، لكن اكتشفت بعد ذلك في بيت أسرة كونفوشيوس، نسخة مخبأة تحتوي على معظم أعماله، فلم يفقد إلا القليل من كتاباته، أهمهم كتابه الموسيقى.

تابع مواقعنا