تحرك عربي وترحيب أمريكي ولقاء تركي روسي.. هل اقتربت الأزمة السورية من الحل؟
تحركات دبلوماسية واقتصادية وأمنية مكثفة شهدها الملف السوري في الأيام الأخيرة، جاءت لتحرك المياه الراكدة في هذا الملف وتطرح تساؤلا حول اقتراب الحل من الأزمة التي طال أمدها وتخطت عقدا من الزمان، فعلى الصعيد العربي عادت اللقاءات الدبلوماسية الغائبة بين وزير الخارجية السوري ونظرائه العرب، فيما بادر الأردن باستئناف النشاط التجاري وحركة الطيران، وسط ترحيب أمريكي.
يأتي ذلك فيما تنتظر الساحة السورية نتائج اللقاء المرتقب بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب أردوغان، اليوم الأربعاء، التي ستركز مباحثاتهما في منتجع سوتشي الروسي على القضية السورية، ومن المتوقع أن تكون إدلب في القلب منها.
وطلب الممثل الخاص للأمم المتحدة في سوريا جير بيدرسون، من الرئيسين بوتين وأردوغان، ضمان الهدوء في إدلب التي تعد آخر معاقل المعارضة المسلحة والجماعات المتطرفة في سوريا، وتخضع أجزاء واسعة منها للنفوذ التركي.
وقال بيدرسون، أمام مجلس الأمن اليوم، إنه يثق في أن الوضع على الأرض في إدلب سيكون قضية مهمة على طاولة مباحثات بوتين وأردوغان، داعيًا الرئيسين إلى ضمان الهدوء لما لهما من نفوذ على الأرض، مؤكدًا أن كثيرًا من الأشياء تعتمد على هذا الاجتماع.
وبين روسيا وتركيا اتفاق تهدئة حول إدلب منذ مارس 2020، ينص على إقامة ممر أمني على بعد 6 كيلومترات على جانبي الطريق الدولي السريع الرئيسي في إدلب M4، وهو طريق يربط المدن الرئيسية حلب واللاذقية.
تحركات عربية
وشهد الملف السوري تحركا عربيا مكثفا في الفترة الأخيرة، إذا التقى فيصل المقداد، وزير الخارجية السوري، عددا كبيرا في السنوات الأخيرة من نظرائه العرب في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث التقى وزراء خارجية مصر والأردن والجزائر وتونس وفلسطين وموريتانيا وعمان والعراق ووزير الدولة الإماراتي.
وقال وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، إن عودة سوريا للجامعة العربية تمثل ملفا مهما في التحضيرات للقمة العربية المقبلة التي تستضيفها الجزائر قريبا.
وأعلن الأردن استئناف حركة التجارة مع سوريا عبر معبر جابر - نصيب الحدودي بين البلدين، بالإضافة إلى عودة تسيير رحلات جوية بين البلدين لأول مرة منذ 9 سنوات، ما يمثل اختراقا جديدا للحصار المفروض على النظام السوري وحلفائه بموجب قانون قيصر سوريا لحماية المدنيين، من قبل الولايات المتحدة الأمريكية منذ ديسمبر 2019.
ترحيب أمريكي بخطوات الأردن
وبعد الإعلان الأردني عن عودة النشاط التجاري مع سوريا والسماح بعبور الشاحنات المحملة بالبضائع من وإلى الخليج، برزت تخوفات أردنية من عقوبات وشيكة بسبب قانون قيصر، لكن وزير النقل الأردني في كلمات طمأنة أكد أن الأردن يعمل على ضمان حق الدولة وعدم تعرض أي من الشركات والمؤسسات الأردنية لأي نوع من العقوبات نتيجة تعاملها مع شركات سورية، منوهًا بوجود جهود دبلوماسية في هذا الصدد.
يأتي ذلك فيما أعلنت الخارجية الأمريكية، أمس الثلاثاء، ترحيب الولايات المتحدة بقرار الأردن استئناف حركة الطيران مع سوريا.
تحديد موعد اللجنة الدستورية
وفي إحاطته أمام مجلس الأمن اليوم، أعلن الممثل الخاص للأمم المتحدة في سوريا، جير بيدرسون، تحديد تاريخ 18 أكتوبر المقبل، موعدا لاجتماع اللجنة الدستورية لمناقشة بشأن وضع دستور جديد لسوريا، مشيرا إلى إرساله الدعوات للأحزاب لإعادة انعقاد اللجنة وعقد اجتماعها السادس.
إلى ذلك يشهد الداخل السوري، وتحديدا في الجنوب دخول قوات الجيش لمناطق جديدة خاصة في محافظة درعا، بعد تسوية أوضاع المسلحين فيها.
