ملخص اليوم الثالث من فعاليات مهرجان الإسكندرية السينمائي.. عرض الفيلم السوري مطران والاحتفال بمئوية كمال الشناوي |صور
احتفلت إدارة مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول حول البحر المتوسط بمئوية الفنان الراحل كمال الشناوي الذي ولد عام 1921، كما تم عرض الفيلم سوري مطران والعديد من الفعاليات الآخرى شهدها اليوم الثالث من الدورة الـ37 للمهرجان.
تكريم التونسي عبداللطيف بن عمار
احتفت إدارة مهرجان الإسكندرية السينمائي بالمخرج التونسي عبد اللطيف بن عمار، من خلال ندوة أدارتها الناقدة لمى طيارة، وحضرها الناقد الأمير أباظة رئيس المهرجان والتونسي رشيد فرشيو، غازي زغباني مدير التصوير التونسى، وعلى الزعيم، والعديد من المهتمين بالسينما.
ووجه عبد اللطيف بن عمار الشكر إلى إدارة مهرجان الإسكندرية لتكريمها له، مشيرا إلى أنه سبق له المشاركة في عدة مهرجانات سينمائية عالمية لكن التكريم من مهرجان عربي بحجم الإسكندرية السينمائي له مذاق خاص، إذ أنه في المهرجانات العالمية يتم استضافته من منطلق أنهم يحاولون التأكيد على أنهم يطلعون على ثقافة الآخر ويتعاونون معه، لكن هنا في الإسكندرية السينمائي يعد التكريم حقيقيا ونابعا من كونه مبدعا.
وأشاد عبد اللطيف بن عمار بأهمية الدور الذي يلعبه مهرجان الإسكندرية السينمائي في دعم المبدعين العرب. وتطرقت الندوة إلى مشاكل الإنتاج السينمائي العربي، إذ أشار المخرج التونسي إلى أن صناع السينما العربية يحاولون أخذ قوتهم من السوق الأجنبي بدلا من الاعتماد على السوق العربي الداخلي، مما يجعل اتجاهات وأفكار هذه الأفلام موجهة للغرب وتأخذ منهم بدلا من التعبير عن ثقافتنا قائلا: الغرب لا يعطي التمويل إلا لمن يتشابه مع أفكاره.
وأشاد عبداللطيف بدور القائمين على الإنتاج الثقافي في فرنسا لأنهم فهموا أهمية السينما وضرورة أن تخدم توجهاتهم وليس توجهات بلد آخر، مستنكرا صورة العربي التي تظهر في السينما الأجنبية والتي تكون سيئة ولا تعبر عن الشخصية العربية.
وقال التونسي عبد اللطيف بن عمار: السينما ليست للترفيه فهي لها دور وأهمية في تشكيل الوعي والتثقيف، لكن حاليا غلب الطابع التجاري للأعمال على الثقافي واختلفت مساحة الحرية.
وانتقد الأمير أباظة، رئيس المهرجان ما قد يطرحه البعض من حتمية دبلجة الأفلام العربية إلى اللهجة المصرية، واصفا ذلك بأنه عيب، ويجب أن تُعرض الأفلام العربية بلهجتها الأصلية، وأشار إلى أن القضية المطروحة للإنتاج المشترك واختلاف اللهجة الذي قد يعوق عرض الأفلام العربية في مختلف البلدان العربية، تمت مُناقشتها في مهرجان الإسكندرية.
100 سنة على ميلاد كمال الشناوي
وفي ندوة الاحتفاء بمرور 100 عام على ميلاد كمال الشناوي قدم العديد من صناع السينما والنقاد شهاداتهم حول الفنان الراحل، وأدار الندوة الناقد دكتور وليد سيف، بحضور الناقد الأمير أباظة رئيس المهرجان والمخرج هاني لاشين ومدير التصوير محسن أحمد، ومن النقاد محمد قناوي وسيد محمود وأحمد النجار وأحمد سعد الدين.
وقال المخرج هاني لاشين: من حسن حظي أنه جمعتني علاقة صداقة وعمل بالفنان الراحل كمال الشناوي الذي كان يتسم بالإلتزام الشديد والانصات لتوجهات المخرج وهو أمر لا نجده حاليا، مشيدا بإتقانه للشخصيات التي يجسدها فقد كان يتوحد مع أي دور يرتدي عباءته.
وصحح الناقد الأمير أباظة معلومة مغلوطة عن تاريخ ميلاد كمال الشناوي المنتشر بالكثير من مواقع الإنترنت وهو 1918، والصحيح أنه 1921 حسبما مدون في بطاقته الشخصية.
وقال الناقد سيد محمود إن الراحل كمال الشناوي اصطحبه ذات مرة إلى كلية التربية الفنية التي تخرج فيها الشناوي، وفوجئ به يلقي للطلبة محاضرة حول النحت وكأنه لم يبتعد عن مجال دراسته وتفاعل الطلبة كثيرا مع هذه المحاضرة.
وأشاد الناقد محمد قناوي بحرص الفنان كمال الشناوي على احترام الإعلاميين والصحفيين والرقي الشديد في تعامله مع الصحفي مهما كان عمره.
أفلام مهرجان الإسكندرية السينمائي
وعرض اليوم في إطار فعاليات الدورة 37 لمهرجان الإسكندرية السينمائي الفيلم الألباني أسدان في الطريق إلى البندقية، إخراج جونيد جورجي، ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، ويتناول قصة 2 من المخرجين الألبانيين، فاني وكاتشي، مدعوين لحضور مهرجان البندقية السينمائي. أثناء القيادة من باري إلى البندقية، يلتقيا بممثلتين تعملن في صناعة الأفلام الإباحية.
وأعرب المخرج الألباني جونيد جورج، عن سعادته بعرض فيلمه في المهرجان، فهو أول أفلامه الروائية الطويلة، بعد سنوات من العمل كمخرج أفلام وثائقية، حيث نفذ المئات منها، وكذلك قدم 7 أفلام روائية قصيرة.
وأوضح جونيد جورج أنه واجه تحديا صعبة في تنفيذ الفيلم بسبب الميزانية المحدودة المرصودة له، لكنه تمكن من أن ينتهي من تصوير الفيلم في 21 يوم.
وعبر المخرج عن سعادته بمشاركة فيلمين من ألبانيا بالمهرجان، ووصف ذلك بأنه انتصار للسينما الألبانية وخطوة في تعريف جمهور دول البحر المتوسط بفن وثقافة دولة ألبانيا.
كما تم عرض الفيلم المصري القصير يحكى أن ضمن مسابقة الأفلام القصيرة لدول البحر المتوسط، والفيلم من إخراج عبد الفتاح زيدان، وتدور أحداثه حول شاب في مقتبل العمر وتخلى عنه أهله منذ الصغر وبدل من أن يتحول هذا الشاب إلى شاب منحرف تحول إلى فنان رسام عبقري.
وضمن مسابقة الأفلام الطويلة العربي المتوسطي تم عرض الفيلم السوري مطران إخراج باسل الخطيب، بطولة رشيد عساف، يحيي بيازي، باسل حيدر، ترف التقي، وتدور أحداثه حول ايلاريون كبوجي، السوري الأصل، الحلبي المولد، بعد أن أنهى دراسته اللاهوتية في معهد القديسة حنة في القدس في آواخر أربعينيات القرن الماضي، وكان شاهدًا حيًا على نكبة فلسطين ومأساة شعبها عام 1948، يعود إلى المدينة المقدسة عام 1965 مطرانًا للروم الملكيين الكاثوليك، ليكون شاهدًا على استمرار المأساة ونكسة حزيران 1967 وسقوط القدس كاملة بيد الإحتلال.
ولتبدأ مرحلة هامة من حياته، كان فيها من جهة، راعيًا صالحًا لشئون رعيته وكنيسته، ومن جهة أخرى، مناضلًا في سبيل استعادة الشعب الفلسطيني حريته وحقوقه الإنسانية المشروعة، حيث حوكم من قبل سلطات الاحتلال بتهمة نشاطه السياسي ودعمه للمقاومة، في محاكمة تاريخية تعتبر من أشهر محاكمات القرن العشرين، وسجن إثرها لمدة أربع سنوات. يسلط الفيلم الضوء على هذه الفترة من حياة المطران الثائر، وعلى سنوات المعتقل التي كابد فيها شتى أنواع العذاب والمعاناة دون أن يتنازل عن مواقفه الوطنية والإنسانية، قبل أن يتدخل الفاتيكان لاطلاق سراحه المشروط بابعاده عن فلسطين ومنعه من زيارة أية دولة عربية وعدم ممارسته لأي نشاط سياسي، لكن حياة المطران كبوجي لم تكن لتتوقف عند هذه اللحظة.
افتتاح معرض ذاكرة الإسكندرية السينمائية
وشهدت فعاليات مهرجان الإسكندرية أيضا افتتاح الناقد السينمائي الأمير أباظة رئيس المهرجان معرض ذاكرة الإسكندرية السينمائية بمناسبة مرور ١٢٥ عاما على انطلاق اول عرض سينمائي شهدته مصر، لـ الاخوين لومير، والذي أقيم بالإسكندرية في مقهي "زواني" يوم ٦يناير ١٨٩٦، بعد أيام من أول عرض في العالم.
يضم معرض ذاكرة الإسكندرية السينمائية وثائق وصور نادرة لسنوات المجد الذهبي، لصناعة السينما في المدينة الساحلية، ومنها رخصتين عرض سينمائي نادرتين، تعود إحدهما لعام 1899، بسينما الهمبرا بمحطة الرمل، وأخرى بتاياترو عباس حلمي لعرض أفلام سينمائية أيضا، وتعود لعام 1898.
