النيل والشعر.. علاقة ممتدة عبر العصور

ارتبط الوجدان المصري بالنيل، باعتباره شريان الحياة، وانعكس ذلك على الشُعراء، حيث إنهم تناولوا النيل في شعرهم ومدحوه وأثنوا على عطائه وقيمته، على مر العصور، وينقل أنطوان زكي في كتابه «النيل في عهد الفراعنة والعرب» بعضًا من هذه الأشعار في مديح النيل.

نجد شاعرًا يُشبه النيل بالإنسان الذي يفهم ويستوعب، لأنه يؤدي حوائج الناس في الوقت المناسب، وينصرف عنهم في الوقت المناسب فيقول:

كأنَّ النيل ذُو فهم ولب  

لما يبدو لعين الناس منه

فيأتي حين حاجتهم إليه 

ويمضي حين يستغنون عنه

وينقل لنا من تاريخ المسعودي ما قاله بعض الشعراء عن مصر والنيل: 

مصر ومصر شأنها عجيب 

ونيلها يجري به الجنوب

ونجد أحد الشعراء يجعل مصر هي كل شيء في الدنيا ويعقد مقارنة بين مصر والعراق لكن تحسم المقارنة لصالح مصر فقول الشاعر: 

ديار مصر هي الدنيا وساكنها

 هم الأنام فقابلها بتقبيل

يا من يباهي ببغداد ودجلتها 

مصر مقدمة والشرح للنيل

فيما ينبهر شاعر يسمى ابن سلام بمصر، أنها الجنة العليا، ويصف النيل بأنه كوثر هذه الجنة، ويقول:

لعمرك ما مصرُ بمصرٍ وإنما 

هي الجنة العليا لمن يتذكر

وأولادها الولدان من نسل آدم 

وروضتها الفردوس والنيل كوثر

القاضي شهاب الدين أحمد بن فضل الله العمري في المعنى:

ما مثل مصر في زمان ربيعها 

بصفاء ماءٍ واعتدال نسيم

أقسمت ما تحوي البلاد نظيرها 

لما نظرت إلى جمال وسيم

لمصر فضل باهر لعيشها الرغد النضر

في كل سفح تلتقي ماء الحياة والخضر

ابن الصايغ الحنفي أبيات عن النيل يقول فيها:

أرض بمصر فتلك أرض

 من كل فن بها فنون

ونيلها العذب ذاك بحر 

ما نظرت مثله العيون

شاعر آخر يقول عن النيل:

النيل قال وقوله 

إذ قال ملُّ مسامعي

في غيظ من طلب العلا 

عم البلاد منافعي

وعيونهم بعد الوفا 

أقلعتها بأصابعي