من الاكتئاب إلى بطل دولي ملهم.. رحلة كفاح هيثم عادل في تاريخ متحدي الإعاقة
داهمته الإعاقة منذ ما يقرب من 8 أعوام، بعد أن تعرض إلى إصابة في النُخاع الشوكي، ليجد نفسه طريحًا لا يستطيع الحركة، مُصابًا بالإحباط، لكن سرعان ما استعاد وعيه، وأدرك أن لديه ما يجعله ناجحًا، ليتحول إلى بطل دولي ولاعب منتخب مصر للترايثلون وأيقونة دعم نفسي للشباب.
لم يكن يتخيل هيثم عادل أن تتحول الإعاقة التي كانت السبب في اكتئابه أكثر من عام ونصف، إلى سبب لتغيير حياته بأكملها ليصبح بطلًا للجمهورية، ويكتب اسمه بحروف من ذهب بين مُتحدي الإعاقة.
«اتخضيت شوية لأن الغيبوبة كانت زي أي ليلة نمت قمت لقيتني مش بتحرك».. بتلك الكلمات، تحدث هيثم عادل عن شعوره، بعد تعرضه إلى حادث أليم تسبب في دخوله غيبوبة لمدة تزيد عن 45 يومًا ليجد نفسه بعدها لا يستطيع تحريك جسده ولا أطراف قدمه، ليدخل في حالة اكتئاب، ويمتنع عن التعامل أو الحديث مع الآخرين، ويظل في فراشه حبيسًا لجدران غُرفته، خوفًا من نظرة المجتمع له.
قال هيثم عادل: بفضل الدعم النفسي الذي حصلت عليه من أهلي، بدأت في إعمال عقلي من أجل إعادة تأهيلي مجددًا، وبدأت أنظر إلى الجانب الإيجابي في حياتي والخضوع لتدريبات قاسية وجلسات علاج طبيعي.
بمرور الأيام، استطاع البطل هيثم، التغلب على إعاقته وتحقيق حلمه الرياضي، ليصبح مُتمكنًا في مجال السباحة والترايثلون، ويُشارك في عدة مُسابقات سواء الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة أو الأصحاء.
رحلة نجاح هيثم عادل، تتواصل، ليصبح أحد لاعبي المنتخب المصري في الترايثلون، حيث كان من المقرر أن يشارك في أولومبياد طوكيو، لكنه لم يستطع بسبب نقص الإمكانيات، بجانب حصوله على المركز الثاني في البطولة الإفريقية والعربية للترايثلون، وجني الميدالية الفضية من بين مئات المتسابقين، لتضاف إلى 16 ميدالية أخرى، بعد نجاحه في تخطي 750 متر سباحة و20 كيلو عجلة بدال و5 كيلو بالكرسي المتحرك.
تستمر رحلة كفاح البطل المصري، لكن ليس في السباحة فقط، لكن في بحر الأمل وحُب الحياة الذي سيدفعه بعد ساعات قليلة إلى المشاركة في مسابقة عالمية، ضد أصحاء، ورغم أن المسابقة لا تحتوي على مراكز أو ميداليات، لكنها تحدٍ جديد يُضاف إلى سلسلة من التحديات خاضها من قبل.
«أنت السبب الوحيد اللي خلاني أتراجع عن الانتحار»
بتلك الكلمات، عبّرت إحدى حالات مُتحدي الإعاقة، عن امتنانها للبطل المصري هيثم عادل، مؤكدة أنها لم تكن قادرة على العيش بسبب نظرة المجتمع ظنا منها أنها عالة على المجتمع، لكنها أصبحت مُفعمة بالأمل، وتمارس حياتها بكل حب، ليحفر اسم هيثم بحروف من نور في تاريخ مُتحدي الإعاقة، ويصبح أيقونة دعم نفسي للشباب.
