الإثنين 23 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

مدير مركز القاهرة الدولي لتسوية النزعات وحفظ وبناء السلام بالخارجية

السفير أحمد عبد اللطيف: نحتل المرتبة السابعة عالميا في قوات حفظ السلام.. وقدمنا 50 شهيدا للإنسانية | حوار

السفير أحمد عبد اللطيف
سياسة
السفير أحمد عبد اللطيف رئيس المركز ومحرر القاهرة 24
الأربعاء 29/سبتمبر/2021 - 10:19 م

أكد السفير أحمد عبد اللطيف، مدير مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام بوزارة الخارجية، أن مصر تعد من الدول الرائدة في مجال عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، مشيرا إلى أنها تحتل المرتبة السابعة من بين الدول المساهمة بقوات حفظ السلام وثالث أكبر مساهم بالخبراء العسكريين. 

أضاف عبد اللطيف خلال حواره مع القاهرة 24، أن القيادة السياسية المصرية تدعم فرص التنمية وتدفع جهود تحقيق السلم والأمن في القارة الإفريقية، لافتًا إلى أن القارة الإفريقية أصبحت من أكثر المناطق تضررًا من الإرهاب الذي يتخذ على أراضيها وتيرة متسارعة مستغلًا تدهور الأوضاع المعيشية وضعف مؤسسات الدولة وغيرها من العوامل الأخرى.

وإلى نص الحوار..

ماذا عن دور مصر في قوات حفظ السلام الدولية خاصة إفريقيا، وحجم قواتنا المشاركة والتضحيات التي قدمتها؟ 

تعتبر مصر من الدول الرائدة في مجال عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وكانت أول مشاركة مصرية في الكونغو عام 1960، ومنذ ذلك الحين انضم  أكثر من 30 ألف عنصر مصري إلى بعثات حفظ السلام الأممية، وتشارك مصر حاليًا بنحو ثلاثة آلاف فرد في سبع بعثات أممية في إفريقيا، ما يجعلها تحتل المرتبة السابعة من بين الدول المساهمة بقوات حفظ السلام، بالإضافة إلى كونها ثالث أكبر مساهم بالخبراء العسكريين وثالث أكبر مساهم بعناصر شرطية، مما يعكس دور مصر الفاعل من أجل دفع جهود السلام والاستقرار في إفريقيا والعالم. 

30 ألف عنصر مصري شاركوا في بعثات حفظ السلام الأممية.. ونشارك حاليا بـ 3 آلاف فرد في سبع بعثات أممية في إفريقيا 
 

تحرص مصر كذلك على لعب دور نشط في تطوير مفاهيم وسياسات حفظ وبناء السلام عبر مختلف الأطر الخاصة بالأمم المتحدة ذات الصلة، فقد أعيد انتخاب مصر في فبراير الماضي مقررًا لأعمال لجنة الأمم المتحدة الخاصة بعمليات حفظ السلام وذلك في مستهل أعمال دورتها الحالية لعام 2021 كما تتولي مصر حاليا رئاسة لجنة بناء السلام التابعة للأمم المتحدة.

قد قدمت مصر 50 شهيدًا خلال مشاركتها في عمليات حفظ السلام على مدار العقود الماضية، جادوا بأرواحهم دفاعًا عن السلام وخدمةً للإنسانية.

كيف تسهم مصر في تعزيز السلام والاستقرار في الدول الإفريقية؟

تحرص القيادة السياسية المصرية على دعم فرص التنمية ودفع جهود تحقيق السلم والأمن في القارة الإفريقية، ويعمل مركز القاهرة الدولي على بناء قدرات الدول الإفريقية في مجالات عمله، مثل تسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام ما يخدم هذه الأهداف.

مصر تشارك في مبادرتَي خارطة طريق القاهرة وإسكات البنادق لتعزيز السلم في إفريقيا 
 

في هذا السياق، أود الإشارة أيضًا إلى مشاركة مصر بشكل نشط في تنفيذ مبادرتين إفريقيتين تسعيان بشكل جديّ إلى تعزيز جهود السلام والاستقرار في القارة وهما:

- خارطة طريق القاهرة، والتي اعتمدت كموقف إفريقي موحد في أكتوبر 2020 من جانب مجلس السلم والأمن الإفريقي، وتهدف إلى تعزيز أداء وفعالية عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام من خلال تقديم توصيات ملموسة تنفيذًا لمبادرة سكرتير عام الأمم المتحدة "العمل من أجل السلام" وذلك في إطار جهود الإصلاح الجارية لعمليات حفظ السلام. 

- مبادرة إسكات البنادق للاتحاد الإفريقي، والتي تهدف إلى القضاء على النزاعات والصراعات في إفريقيا بحلول عام 2030. ولعل من الواجب هنا تسليط الضوء على ما أكده السيد رئيس الجمهورية خلال أعمال منتدى أسوان في نسخته الأولي من ضرورة أن يقترن تفعيل تلك المبادرة بوضع أطر تنفيذية واضحة تعالج جذور النزاعات وتساهم في إعادة الإعمار والتنمية في فترة ما بعد انتهاء النزاعات باعتبار ذلك يمثل ركنًا أساسيًا في تحقيق الاستقرار في ربوع القارة.

في هذا الصدد، وفي إطار ريادتها لملف إعادة الإعمار والتنمية كمدخل رئيسي لتحقيق السلام والاستقرار في إفريقيا وضمان استدامتهما، تستضيف مصر مركز الاتحاد الأفريقي الوليد المعني بإعادة الإعمار والتنمية فيما بعد النزاعات والذي يمثل جزءًا من مسئولية مصر تجاه تعزيز سياسة الاتحاد الأفريقي في هذا المجال.

هناك اهتمام مصري قوي بالعمل الإفريقي المشترك، وظهر ذلك من خلال منتدى أسوان.. ما هو عائد هذه النشاطات المصرية؟ 

أعلن رئيس الجمهورية عن إطلاق منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين خلال رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي عام 2019 كأول محفل رفيع المستوي في إفريقيا يسعي إلى مناقشة التهديدات والتحديات التي تواجه القارة من منظور تعزيز العلاقة بين مساري إحلال السلام وجهود تحقيق التنمية في القارة، مع دعم الحلول التي تقودها إفريقيا من خلال تعزيز التناغم والتنسيق بين السياسات والممارسات الوطنية في المسارين.

إفريقيا أصبحت من أكثر المناطق تضررًا من الإرهاب الذي يتخذ على أراضيها وتيرة متسارعة
 

يوفر المنتدى منصة للنقاش يجتمع حولها رؤساء الدول والحكومات ورؤساء المنظمات الإقليمية والدولية والمؤسسات المالية والقطاع الخاص والمجتمع المدني والشركاء الدوليين، بالإضافة إلى أصحاب الرؤى والعلماء والخبراء البارزين، لتبادل الخبرات وتحديد أفضل الممارسات فضلًا عن استخلاص الدروس المستفادة من تجارب الدول الأفريقية في سعيها لتحقيق السلام والتنمية. 

كما يحرص المنتدى على تنظيم عدد من ورش العمل التحضيرية قبل انعقاده بغرض إجراء نقاش معمق بين المتخصصين حول عدد من الموضوعات التي يعتزم المنتدى تناولها بما يسهم في إثراء جلساته وتسليط الضوء على محاور جديدة للنقاش خلال أعماله، على أن يعقب انعقاد المنتدى مبادلات واتصالات مع مختلف الفاعلين والشركاء لمتابعة تنفيذ الاستخلاصات الصادرة عنه وتقديم الدروس المستفادة منها في النسخ التالية من المنتدى، وذلك في إطار جهد متكامل يحرص من خلاله المنتدى على أن يصبح لمخرجاته أثرا ملموسا يقدم كإسهام مصري في دفع جهود تحقيق السلام والتنمية وضمان استدامتهما.

يحظى منتدى اسوان باهتمام كبير في المحافل الدولية حيث عقد على سبيل المثال اجتماع في يونيو الماضي للجنة بناء السلام التابعة للأمم المتحدة، بغرض إطلاع الدول الأعضاء على نتائج واستخلاصات النسخة الثانية من المنتدى أسوان والتي ركزت على كيفية تعظيم الاستفادة من إجراءات التعافي من جائحة كورونا لدعم جهود السلام والاستقرار في إفريقيا.

في الخلاصة، يعكس منتدى أسوان حرص مصر على دفع العمل الإفريقي المشترك من خلال حلول مبتكرة وطويلة الأجل وتدابير ملموسة تعزز من قدرات الدول الإفريقية على الصمود في مواجهة التحديات والمخاطر القائمة والجديدة، وقد أتاحت هذه المنصة فرصًا وشراكات جديدة لدعم تفاعل مصر مع قضايا القارة الإفريقية في مختلف المجالات.

ما الذي يقدمه مركز القاهرة للأشقاء من الدول الإفريقية؟ وما دور الشركاء الدوليين في دعم عمل مركز القاهرة لتسوية النزاعات؟

قدم المركز 204 دورة تدريبية منذ عام 2014 وحتى الآن، منها 71 دورة تدريبية ما قبل النشر للقوات المصرية المشاركة في عمليات حفظ السلام الأممية، بالإضافة إلى تدريب كبار قادة بعثات حفظ السلام الأممية، ودورات تدريبية عديدة لبناء القدرات الإفريقية حول موضوعات حفظ وبناء السلام والوساطة ومكافحة الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين ونزع السلاح والتسريح وإعادة الدمج ومنع النزاعات والوقاية من التشدد والتطرف المؤدي إلى الإرهاب والمرأة والسلم والأمن.

شارك في الدورات التدريبية نحو 20082 متدرب من 92 دولة منها 42 دولة إفريقية، وتهدف دورات المركز إلى تعزيز الملكية الوطنية لهذه البرامج من خلال بناء القدرات الأفريقية بالإضافة إلى تعزيز مرونة المؤسسات وتعزيز التماسك الاجتماعي، كما نظم المركز 51 ورشة عمل إقليمية ودولية حول قضايا السلم والأمن منذ عام 2014. 
يتمتع مركز القاهرة بشبكة متنامية من الشراكات مع المؤسسات والهيئات الوطنية المعنية، وكذلك شراكات مع العديد من الدول والمنظمات الدولية والقارية والمؤسسات والبنوك التنموية التي تدعم أنشطة المركز من خلال المساهمات الطوعية والخبرات الفنية، وقد عزز من قوة تلك الشراكات الدور الممتد الذي يضطلع به المركز في إطار توليه سكرتارية منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين. 

كما يحرص المركز على تنويع شراكاته لتشمل شركاء المعرفة في إطار تبادل التجارب وتحديد أفضل الممارسات مثل معهد الدراسات الأمنية بجنوب إفريقيا ومكتب سيادة القانون والمؤسسات الأمنية التابع لإدارة عمليات السلام بالأمم المتحدة ومنتدى ستوكهولم للسلام والتنمية، وكجزء من اضطلاع المركز بدوره كصوت نشط من الجنوب، يتولى المركز سكرتارية الرابطة الدولية لمراكز التدريب على حفظ السلام.

يعد الإرهاب والنزاعات المسلحة أخطر ما يواجه القارة السمراء.. كيف ترى ذلك؟ 

بقراءة سريعة لخريطة الأنشطة الإرهابية في العالم خلال النصف الأول من العام الحالي، يمكن القول بأن إفريقيا أصبحت من أكثر المناطق تضررًا من الإرهاب الذي يتخذ على أراضيها وتيرة متسارعة مستغلًا تدهور الأوضاع المعيشية وضعف مؤسسات الدولة الوطنية بالإضافة إلى التعقيدات الناتجة عن جائحة كورونا، وكذلك احتياج المؤسسات المعنية بمكافحة الإرهاب إلى تطوير قدراتها البشرية والفنية والعملياتية التي تسمح لها بوقف تقدمه ومعالجة جذوره بشكل فعال. 

مصر تتطلع لاستضافة مؤتمر الأطراف المعني بتغير المناخ نيابة عن القارة الإفريقية العام المقبل

في هذا السياق، تبرُز عدة دروس من التجارب الوطنية الإفريقية في هذا المضمار بما فيها التجربة المصرية الناجحة في مكافحة الإرهاب، وهي أن التدابير الأمنية لمكافحة الإرهاب ضرورية ولكنها ليست كافية وحدها للقضاء عليه، بل هناك حاجة مُلِحّة للاستثمار في نهج وقائي بديل لنهج رد الفعل، كما أنه ينبغي للمجتمعات المحلية أن تلعب دورًا فاعلًا في جهود منع التشدد والتطرف المؤدي إلى الإرهاب فضلًا عن دعم جهود التنمية وتوفير الخدمات الأساسية وبناء البنية التحتية والمؤسسات الوطنية.
وماذا عن الدور المصري في مواجهة قضايا الإرهاب؟ 

يأتي دور مركز القاهرة الدولي في إطار الجهود المصرية في مجال الوقاية من الفكر المتطرف والتشدد المؤديان للإرهاب ونقل تجربتها في هذا المجال، ويهدف برنامج المركز في هذا المجال إلى تعزيز قدرات المجتمعات المحلية على مواجهة التطرف من خلال تدريب القيادات القبلية والدينية والنسائية والشبابية في الدول الإفريقية والعربية على تفنيد الدعاوي والمزاعم التكفيرية للجماعات الإرهابية، وتطوير ونشر خطاب سلمي بديل في مجتمعاتهم المحلية.

قد نفذ مركز القاهرة الدولي حتى تاريخه ثماني دورات تدريبية في هذا المجال لـ 142 متدربًا من القيادات المحلية العربية والإفريقية من دول الساحل والقرن الإفريقي، و4 دورات تدريبية متقدمة لـ 85 من الدعاة والأئمة من عدد من دول الساحل وبحيرة تشاد، كما نظم المركز في عام 2019 دورة تدريبية تعد الأولي من نوعها لتدريب القيادات النسائية المحلية العربية في مجال الوقاية من التطرف والتشدد المؤدي للإرهاب تنفيذًا لالتزام المركز بتعزيز دور المرأة في تمكين المجتمع على مواجهة التطرف.

تعد قضية المناخ من القضايا الخطيرة التي تواجه إفريقيا.. ماذا عن الدور المصري لمواجهتها؟

قضية تغير المناخ تؤثر بشكل مباشر على جهود تحقيق الأجندات التنموية على مختلف المستويات الوطنية والإقليمية والدولية. وقد يكون لتغير المناخ أيضًا آثاره السلبية على جهود بناء السلام واستدامته، بما في ذلك زيادة التنافس على الموارد الطبيعية المتناقصة، وتفاقم النزاعات بين المجتمعات المحلية، وهو ما يؤثر في الترابط الاجتماعي ويمكن أن يؤدي إلى تفاقم النزاعات.
لا يزال الخطاب الذي ألقاه الرئيس باسم القارة الإفريقية في قمة باريس للمناخ عام 2015 هو المرجع الرئيسي لرؤية شعوب القارة لقضايا تغير المناخ، وتناول فيه مسألة التكيف مع آثار تغير المناخ وما يمثله من تحدٍّ هائل بالنسبة للقارة الإفريقية، بالإضافة إلى الفجوة التمويلية التي ستعاني منها القارة فيما يتعلق بتنفيذها لخطط وبرامج التكيف مع تغير المناخ، وضرورة تقديم المجتمع الدولي للموارد المطلوبة الناحية التمويلية والتكنولوجية الخضراء.
ومواصلةً للدور المحوري الذي لعبته على المستويين القاري والدولي في قضايا المناخ، تتطلع مصر إلى استضافة مؤتمر الأطراف المعني بتغير المناخ نيابة عن القارة الإفريقية العام المقبل.

وما دور المركز في هذا المجال؟ 

في هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أن المركز يعمل حاليًا على تطوير منهج تدريبي حول البرمجة المستجيبة لتغير المناخ من أجل استدامة السلام في إفريقيا، ويهدف إلى تعزيز قدرات الدول على التعامل مع المخاطر الأمنية والتنموية المتعلقة بتغير المناخ بشكل شامل ومترابط مع مراعاة خصوصية السياق والمِلكية الإفريقية والوطنية.
 

 

تابع مواقعنا