لماذا لقب تينتوريتو بالصباغ الصغير وما أشهر وأهم لوحة رسمها؟
تينتوريتو، الرسام الإيطالي الكبير، المولود في مثل هذا اليوم 29 سبتمبر من العام 1518، أحد أهم فناني عصر النهضة الإيطالي، اشتهر له الزهرة والمريخ، والعشاء الأخير والجنة.
لم يصل عن حياة تينتوريتو سوى القليل من المعلومات، ظهرت موهبة تينتوريتو منذ صغره، فأرسله والده إلى مرسم صغير، يتعلم فيه حرفة الرسم، ويتقن أدواته بشكل أكثر احترافية، وكان يطلق عليه لقب الصباغ الصغير، نسبة إلى عمل والده، وخلال فترة قصيرة، أتقن الأساليب الفنية التي ظهرت في الفترة من 1530 إلى 1540، في مدينة البندقية، وتأثرت أعماله بتلك الأساليب، والتي تميزت بعملية دمج الشكل واللون.
درس تينتوريتو علم التشريح، من خلال رسمه لنماذج حية، للجثث، كما كان يعمل باستمرار مع الحرفيين الذين يرسمون على الأثاث لوحات أسطورية، بدأ بعد ذلك عمله الخاص، من خلال رسم اللوحات الجدارية، لكن دون مقابل، ومن أعماله المبكرة، في ذلك الوقت مكافحة الفرسان، ومن أكثر الأعمال اللافتة له في تلك الأوقات، لوحة لأخيه يعزف فيها على الجيتار.
زخرفة سان روكو ولوحاته الدينية الهامة
في العام 1548، تم تكليف تينتوريتو برسم زخرفة لكنيسة سان روكو، وقد حققت لوحته التي رسمها لهذا الغرض معجزة العبد نجاحًا كبيرًا، والتي تصور الأسير المسيحي الذي يتعرض للتعذيب والإهانة، لكن من وسط الحشود تظهر المعجزة الإلهية، ويتم إنقاذ العبد بواسطة ملاك سماوي.
معجزة العبد
وفي عام 1575، رسم تينتوريتو مرة أخرى العديد من الأعمال لجدران وأسقف سان روكو، لكنه لم يأخذ أي أجر عن معظم تلك الأعمال، برغم من مشاركته ضمن 5 رسامين، إلا أنه قدم الأعمال الرئيسية التي رسمها كهدايا، ومن أهم ما رسمه «موسى يضرب الحجر» على السقف، و«عيد الفصح» وتحتوي الكنيسة من أعمال تينتوريتو والمدرسة المجاورة، نحو 52 عمل فني، منهم آدم وحواء، والزيارة، ومذبحة الأبرياء، والعذاب في البستان، والمسيح يحمل الصليب.
وتعد «الجنة» أو الفردوس هي أشهر أعمال تينتوريتو، وآخرها، وأكثرها انتشارًا وقيمة، رسمها لقصر دوجي، بحجم 9 في 22 مترًا، وتعد الأكبر حجمًا أيضا من بين أعماله، بدء بالعمال فيها عام 1588، وبعد أن انتهى من هذا العمل الضخم، لم يرسم أي شيء على الإطلاق حتى وفاته في عام 1594.