شبشب وسندوتش آخر ما تبقى من محمد بعد سقوطه من الأسانسير بالمنصورة
قبل 5 أيام، كان الطفل «محمد أحمد حسين صالح» يحتفل بعيد ميلاده الحادي عشر، وسط أسرته داخل منزلهم الجديد بمنطقة حي الأشجار بمدينة المنصورة محافظة الدقهلية.
في ليلة السابع والعشرين من سبتمبر الجاري، خرج محمد رفقة شقيقه الأكبر عمر، لشراء مأكولات له ولوالدته، ثم عاد لمنزله بمفرده، واستقل مصعد العقار متجهًا لشقته.
وما أن لمست أصابع الصغير زر الصعود، فوجئ بهزة شديدة في المصعد، والكابينه تهوي به صعودًا ونزولًا بسرعة شديدة، حتى تعطلت، وسقط الصغير من الطابق السادس في البئر، وهو يردد «الحقيني يا ماما».
سمعت الأم صراخ طفلها، وهرولت على السلم مستغيثة بجيرانها والحارس، وهاتفت نجلها الأكبر قائلة: إلحق أخوك وقع من الأسانسير.
تجمع الجيران وحضر نجلها، وحاول الجميع البحث عن مكان الطفل بعدما انقطع صراخه، هل مازال معلقًا داخل المصعد، أم سقط منه؟.
تمكن شقيق الضحية من فتح باب المصعد، ووجد الكابينه معلقة بين الطابقين الخامس والسادس، أما شقيقه فوجده مسجى في الطابق الأرضي غارقًا في دمائه.
«شبشب وسندوتش ودماء مبعثرة»، هي آخر ما تبقي من الصغير، الذي دفع حياته ثمنًا لإهمال مالك العقار، وتخاذله عن متابعة الصيانة الدورية للمصعد.
«أخويا كان فرحان بالبيت الجديد والأسانسير»، بتلك الكلمات بدأ عمر شقيق الصحية حديثه خلال بث مباشر مع القاهرة 24.
وأوضح الشاب، أنهم استأجروا الشقة الجديدة في بداية سبتمبر الجاري، وأخبرهم المالك أن هناك مبلغًا قيمته 100 جنيه، يحصله الحارس من جميع السكان شهريًا لصيانة المصعد.
وأضاف أنه على مدار 27 يومًا فترة سكنهم، توقف به المصعد أكثر من 5 مرات في نفس مكان الحادث بالطابق السادس، وقبل الواقعة بأيام قليلة، حدث نفس الموقف مع والده وشقيقة المتوفى، واشتكى لحارس العقار وطالبه بإصلاحه.
كما أكد أن العقار به طوابق غير مشتركة في المصعد، وتم سدها بواسطة حائط، دون تركيب باب الأمان، مضيفًا أن هناك مسافة كبيرة فاصلة بين الكابينة والباب، وهو المكان الذي سقط منه شقيقه لأسفل، نظرًا لنحافته وضعف بنيانه الجسدي.
وتابع الشاب أنه وقت الحادث هاتف مالك العقار وطالبه بالحضور لوجود حادث في المصعد، فكان رده: وهو مات ازاي؟، مؤكدًا أن مشاكل المصعد متكررة، ولا يستجيب أحدًا.
حزن وأسى تعيشه أسرة الطفل «محمد»، ضحية الإهمال والجشع، مطالبين بحقه والقصاص له.