رئيس التطوير بشركة إمبريشن تكنولوجي: مصر تشهد طفرة في جميع المجالات.. ونحتاج إلى ربط البحث العلمي بالصناعة |حوار
استطاع أن يحدث تغييرًا في مستقبل صناعة السيارات، بتقليل وزن السيارة بنسبة 30%، المخترع العالمي وعالم تكنولوجيا تشكيل المعادن.. إنه الدكتور محمد سعد رئيس البحوث والتطوير بشركة إمبريشن تكنولوجي Impression Technologies Ltd التابعة للكلية الملكية بلندن، الذي نجري معه هذا الحوار.
حصل الدكتور محمد سعد على الدكتوراه من الكلية الملكية بلندن عن بحث في مجال تشكيل المعادن والحاصل على براءة اختراع، والذى نجح من خلاله في عمل مكونات هيكل السيارة للسيارات من الألومنيوم، بعد ذلك استطاع ضمن مجموعة من الباحثين بأحداث ثورة صناعية في مستقبل صناعة السيارات في العالم، حيث استعانت به الحكومة البريطانية بالتعاون مع كلية Imperial College في مشروع مهم وهو تخفيف وزن السيارة.
كان الدكتور محمد سعد هو ومجموعة الباحثين معه نواة لإنشاء شركة Impression technologies لصناعة السيارات، تدرج بها حتى أصبح رئيس البحوث والتطوير.
الدكتور محمد سعد أحد أبناء جامعة حلوان، والذي يعد الآن أحد أهم الخبراء الذي يستعين بهم قسم الهندسة الميكانيكية بالجامعة، في الإشراف على مشروعات التخرج بالقسم، بالإضافة إلى نقل الخبرات إلى شباب الباحثين وطلاب القسم.
أشار الدكتور محمد سعد في حواره مع القاهرة 24، إلى أن مصر تمتلك من الخبراء والشباب الواعد والموارد التي تؤهلها لأن تكون دولة رائدة في مجال صناعة السيارات، كما شدد العالم المصري على أهمية إنشاء مركز قومي لبحوث تشكيل المعادن.. فإلى نص الحوار..
بداية.. ما هي فكرة تقليل وزن السيارة؟
الفكرة بدأت عن طريق كيفية زيادة سرعة السيارة مع تقليل استخدام البنزين في ذات الوقت، وذلك يمكن تحقيقه عن طريق تخفيف وزن السيارة الذي سيقلل من استهلاك البنزين وبالتالي تقل عوادم السيارات بالإضافة إلى أن شكل السيارات في العالم كله سيتغير لأن الألومنيوم لديه مرونة في تغيير شكل السيارات، كما أن استخدام الألومنيوم لن يقتصر فقط على صناعة السيارات بل سيدخل أيضًا في صناعة الطائرات وهذا ما يقوم بعمل الأبحاث عليه الآن بالتعاون مع شركات الطائرات.
هل تستطيع مصر أن تصبح دولة رائدة في صناعة السيارات؟
بالفعل مصر تستطيع أن تكون ضمن سوق السيارات العالمية لأن لديها ما يؤهلها من خبرات أبنائها العلماء الموجودين في جميع دول العالم، كما أن مصر لديها شباب المخترعين بالجامعات المصرية، حيث أني علي متابعة لمجموعة شباب من الباحثين بجامعه حلوان، وهناك مجموعة من طلاب قسم.
ما أهمية إنشاء مركز قومي لبحوث تشكيل المعادن في مصر؟
أن تبدأ مصر في مجال تصنيع السيارات، لا بد أن تمتلك مصر مركز قومي لبحوث تشكيل المعادن، حيث سيكون المركز مختص بكل الأبحاث الحديثة في مجال تشكيل المعادن، أري أن هذا المركز في منتهى الأهمية لمصر لأنه سيساعد علي وجود باحثين مميزين في مجال تشكيل المعادن وهذا سيصب بدوره في خدمة الصناعات المعدنية وبالأخص صناعة السيارات في مصر، وأيضا لا بد من توافر التكنولوجيا الحديثة وماكينات التصنيع والاختبارات الميكانيكية للمواد.
ما هو مستقبل طلاب جامعة حلوان في صناعة السيارات؟
طلاب جامعة حلوان والجامعات المصرية لهم مستقبل كبير حيث ابتكر مجموعة من طلاب كلية الهندسة جامعة حلوان فكرة مشروع تخرج عبارة عن تصميم وتصنيع سيارة كهربائية خفيفة الوزن، واستطاع الطلاب بالفعل بالحصول علي دعم مادي من أكاديمية البحث العلمي لتصنيع نموذج لسيارة كهربائية خفيفة الوزن ذات المقعد الواحد، إن أهم ما يميز هذا المشروع هو تحقيق خفة الوزن وهي أهم نقطة في المشروع، حيث إن الاستهلاك الخاص بمصدر الطاقة يزيد بزيادة وزن السيارة فعند تقليل الوزن الإجمالي، فإن الحمل على المحركات يقل ما يؤدي إلى توفير في الاستهلاك على المدى الطويل، كما أن السيارة تعمل بالكهرباء وهي مصدر طاقة سهل إنتاجه من مصادر الطاقة المتجددة.
ما هو مستقبل السيارات الكهربائية في مصر والعالم؟
المركبات الكهربائية لها القدرة على إحداث ثورة في كيفية استخدام الطاقة وإنشائها وإعادة توجيهها، فهي أحد الحلول للحد من التأثير البيئي السلبي للسيارات التقليدية، وتتميز المركبات الكهربائية بكفاءة 75% في تحويل الطاقة المدخلة إلى طاقة حركية من ناحية أخرى فان كفاءة المركبات التي تعمل بمحركات الاحتراق الداخلي ICE تبلغ 25% فقط.
متى يكون الطلاب نواة لصناعة السيارات في مصر؟
الدافع الأساسي هو اكتساب أعضاء الفريق خبرة كبيرة تؤهلهم للدخول بقوة في مجال صناعة السيارات، عن طريق تطوير قدرات التصميم والتصنيع والتشغيل الخاص بالسيارة الكهربائية. والهدف هو تمكين صناعة السيارة الكهربائية في مصر الذي سيؤدى إلى إحداث تأثير إيجابي كبير على استراتيجية التنمية المستدامة للدولة وتسريع تنفيذها بقدر الإمكان.
شركة النصر للسيارات تستعد لإطلاق أول سيارة كهربائية.. هل يمكن أن يتم تطوير المعادن المصنعة منها السيارة؟
هذه خطوة عظيمة جدًا، كنت علي علم بأن الدكتور هشام توفيق وزير قطاع الأعمال أعلن أن شركة النصر للسيارات ستبدأ إنتاج 25 ألف سيارة سنويًا، وكما ذكرت نستطيع تطوير صناعة السيارات في مصر عن طريق وجود مركز قومي لبحوث تشكيل المعادن، من خلالها نستطيع تطوير صناعة السيارات في مصر بصناعة سيارة خفيف الوزن وصديقة للبيئة.
إذا تحدثنا عن تطوير البحث العلمي في مصر خلال الفترة المقبلة.. كيف بإمكاننا فها هذا؟
سوف يتطور البحث العلمي في مصر بصورة جيدة عن طريق تطوير المعامل والماكينات ويتم تحديثها حتى تستطيع افادة الطلاب لأن هذا التطوير سوف يحل مشاكل كثيره بالصناعة بالإضافة إلى الاهتمام بدقة اختيار مشاريع التخرج لطلبه الجامعات لأن هناك مشاريع مكررة لا أهمية لها، كما أن اختيار رسائل الماجيستر والدكتوراه يجب ان تكون مرتبطة بمشاكل الصناعة.
كيف يرى المستثمرون الأجانب الصناعة في مصر؟
العالم كله يرى النهضة في مصر، كما أن مصر الآن تشهد تقدمًا ملموسًا في جميع المجالات، كما أنها أصبحت بيئة جاذبة للاستثمار، مما يزيد ثقة المستثمرين من الخارج.