الجمعة 22 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

جلال الدين الرومي.. كيف ألهمه شمس الدين التبريزي إلى طريق الصوفية؟

لوحة تخيلية لـ جلال
ثقافة
لوحة تخيلية لـ جلال الدين الرومي
الخميس 30/سبتمبر/2021 - 11:33 ص

عندما يُضيء حب الله في قلبك، فإن الله دون أدنى ريب، يكنُّ لك الحب، فما من تصفيق يصدر عن يد واحدة دون الأخرى.. جلال الدين الرومي، الملقب بـ مولانا، هو الفقيه والعالم والشاعر والمفكر الصوفي الكبير، أحد أهم وأكبر الصوفيين في التاريخ الإسلامي، ولد جلال الدين الرومي في 30 سبتمبر من العام 1207.

ولد جلال الدين الرومي، في بلخ، الواقعة في أفغانستان حاليًا، وهي منطقة تقع وسط السهول الخصبة، ويجري بها أحد روافد نهر جيحون، وكان والده بهاء الدين، أحد أشهر علماء الدين في بلدته، وكان الناس يجتمعون حوله، وممن كان يجلس ليستمع له، فخر الدين الرازي، إلا أنه لم تستمر الحال كما هي، وحدثت خلافات بين بهاء الدين، وبين الحاكم، فقرر بهاء الدين أن يهاجر، فمر جلال الدين الرومي مع والده، على نيسابور، والتي التقى فيها مع الشاعر الكبير فريد الدين العطار، والذي تنبأ لجلال الدين بالمستقبل الكبير، ومر على بغداد، والكوفة، ومكة، والمدينة المنورة، والقدس، ودمشق، إلى أن استقر في قونية، عاصمة السلاجقة في هذا التوقيت.

توفي والد جلال الدين الرومي بعد وصولهم إلى قونية بعامين، وكان عمر جلال الدين  23 عامًا، عاش وقتها في حزنًا كبيرًا، لكنه تخطى ذلك، وأخذ يتتلمذ على يد برهان الدين المحقق، الذي نصحه بعد ذلك أن يذهب إلى حلب، ودمشق، وهناك بقى سنوات يدرس، ويقال أنه التقى هناك بـالإمام الأكبر، محيي الدين بن عربي.

جلال الدين الرومي وشمس الدين التبريزي.. كيف التقى الشمسان وانصهرت أرواحهم؟

أصبح جلال الدين الرومي، بعد وفاة أستاذه برهان الدين، من كبار الفقهاء، وكان يلتف حوله الطلاب أينما حل، إلى أن جلال الدين ذات مرة، بعد خروجه من إحدى دروسه، في عام 1244، وبينما يلتف حوله الطلاب، بعد أن انتهى من درسه، أوقفه أحد الدراويش في الطريق، وطرح عليه سؤال مفاجئ، وهو: ما المقصود من الرياضيات والعلوم؟ فقال جلال الدين: الاطلاع على آداب الشرع، فقال الدرويش: لا، بل الوصول إلى المعلوم، وردد: إن العلم إذا لم يجردك عن نفسك، فالجهل خيرًا منه.

كان هذا الدرويش السائل شمس الدين التبريزي، والذي جعل من جلال الدين الرومي، بعد هذا اللقاء، حبيس داره مع شمس، منقطعًا عن العالم، يتناقش معه في الأمور الفلسفية المختلفة، ويعد هذا اللقاء، مع شمس الدين، الدليل الذي أرشد جلال الدين إلى الصوفية، الروحانية، والفلسفة الدينة العميقة، ويقول عنه جلال الدين: إن شمس التبريزي، هو من أراني طريق الحقيقة، وهو من أدين له بإيماني ويقيني.

بعد مرور القليل من الأشهر، غادر شمس الدين، بعد تدخل العديد من الناقمون، وكثرة الأقوال، تاركًا جلال الدين الرومي، في حزن كبير، إلى أن أرسل إليه ولده، الذي ذهب إلى دمشق، ليأخذ جلال الدين معه، إلى قونية، حتى وصل في عام 1247، لكن لم يتركه الناقمون يمكث، فقتلوه في ديسمبر من نفس العام، وترك مقتل شمس الدين، أثرًا عظيمًا في نفس جلال الدين، فانقطع إلى جلسات الوجد والرقص الصوفي، والشعر، والروحانيات، وصار يردد أنه وجد شمس الدين، لكن وجده في داخله، فيقول: أيها الباحث عنه، إن تراه تراني، فكلانا سواء، أيها الباحث عنه أنا هوّ.

تابع مواقعنا