ذكرى تشييع جمال عبد الناصر.. لماذا كان برج القاهرة ضربة موجعة لأمريكا؟
خرجت في مثل هذا اليوم جنازة الزعيم المصري جمال عبد الناصر، وسط ملايين المصريين، الذين ملئوا شوارع القاهرة، لتوديع الزعيم إلى مثواه الأخير، وذلك في 1 أكتوبر من العام 1970.
كان عبد الناصر مثالًا للزعماء العالميين المؤثرين، فترك في فترة حكمه الكثير من الآثار العملاقة التي غيرت وجه الحياة الاجتماعية في مصر تمامًا، فقضى على الإقطاع، وأنهى الاحتلال الإنجليزي، وأمم القناة، وأنشأ المصانع، وأعطى للعمال حقوقهم، وأسس لعدالة اجتماعية وتعليمية بين جميع الفئات.
عُرف عن عبد الناصر أنه كان يتمتع بإنسانية كبيرة، يحكى أن فتاة يتيمة من بورسعيد، أرسلت له خطابًا، تقول فيه أن زفافها، أجل، بسبب عجزها عن شراء فستان الفرح، وتحمل تكاليف الزفاف، فوجّه لها أحد رجال مكتبه، وكلفه بشراء كل ما تريده الفتاة، وتجهيز زفافها، من أموال ناصر الخاصة، كما كان يصب الكثير من اهتمامه بالطلاب، خاصة الفقراء منهم وأبناء الطبقات العاملة، فكان يسمع لمشكلاتهم، ويصرف إعانات للكثير منهم، ويسأل بشكل دوري عن العقبات التي تواجههم خلال رحلتهم التعليمية.
برج القاهرة الشوكة التي وضعت في حلق أمريكا
قدمت الولايات المتحدة الأمريكية، مبلغ مليون دولار إلى جمال عبد الناصر، مقدمين له بشكل شخصي، وكان هذا المبلغ يعادل وقتها 400 ألف جنيه مصري، وكان رد عبد الناصر أن ذلك قنبلة لاغتيال ذمتي المالية، وليس اغتيالي معنويًا، وبحسب إبراهيم عيسى، فإن عبد الناصر، خشي كثيرًا من أن يقال عنه في دوائر السياسة الأمريكية بأنه رئيس مرتشي، فيفقد مصداقيته أمام العالم.
قرر عبد الناصر أن يرد على رشوة أمريكا بدرس قاسي، فاقترح رجال عبد الناصر عدة اقتراحات، منها عمارة، أو برج سياحي، ماذا يفعلون بـ 400 ألف جنيه؟ لكي تصل الرسالة للناس بأن هذا هو رد مصر على أمريكا، فأتت فكرة برج القاهرة، وتم الاتفاق على المكان والتصميم، والذي وضعه نعوم شبيب المهندس المصري، وظل 6 سنوات حتى استكمال بنائه، حتى افتتاحه عام 1963، وكان وقتها أعلى برج في إفريقيا وطوله 187 مترًا، وأحد أعلى مباني العالم وقتها، وكان هذا هو رد الحكومة المصرية على رشوة أمريكا، فكان كالشوكة التي وضعت في حلق أمريكا، وتكلف برج القاهرة وقتها 6 مليون جنيه.