هنري الثالث.. حكم إنجلترا وعمره 9 سنوات وهزم تمردات عديدة
هنري الثالث، أحد أعظم وأهم الملوك الذين حكموا إنجلترا، عرف باسم هنري وينشستر، ولد في 1 أكتوبر من العام 1207، كان الإبن الأكبر للملك جون، ووريث عرشه، وصار أحد أصغر من تولوا الحكم بعد وفاة والده.
تولى هنري الثالث العرش في عام 1216، وكان عمره 9 سنوات، وظل يحكم تحت الوصاية من البارونات وكبار رجال الدولة، وتوج مرتين، مرة في عام 1216 في كاتدرائية جلوسيستر، والأخرى في وستمنستر في مايو 1220.
احتل المتمردون خلال عهده نصف إنجلترا، وسيطر الفرنسيون على معظم ممتلكات والده، لكن الصبي عمل على كسب دعم الكاردينال جوالا، وأعلن نفسه صليبيا كي يكسب حماية خاصة من روما، كما عُين ويلم دي روش وصيًا عليه، الذي كان مواليا لهنري، وداعمًا لحكمه، لكن الحرب لم تسر على ما يرام في تلك الفترات، فقد سيطر المتمردون بقيادة لويس على وستمنستر، وتقهقر جنود هنري إلى أيرلندا، لكن لم يستطع لويس أن ينصب نفسه ملكًا لأن الكنيسة كانت مؤيدة لهنري.
سيطرة هنري الثالث بشكل فعلي على حكم إنجلترا.
لم تستمر قوة المتمردين موَحَّدة، فقد أدت الخلافات بينهم إلى إضعاف قوتهم، واستغل جيش هنري ذلك وأعلن حربًا صليبية عليهم، مستغلًا الدين لجمع الحشود في صفه وتم القضاء عليهم، وأخذ وليام الكثير من المتمردين، ودمر مدنهم، وصنفت تلك المعارك أحد أكثر المعارك حسمًا في التاريخ الإنجليزي.
في عام 1227، سيطر هنري الثالث على مقاليد الحكم، وصار يحكم بنفسه دون وصاية، وفي عام 1254، ارتكب هنري خطأ كبيرا حيث أبرم اتفاقًا مع البابا إنوسنت الرابع، عرض فيه تمويل الحروب البابوية في صقلية، إن منح ابنه الرضيع إدموند التاج الصقلي، لكن بعد أربع سنوات لم يكن هنري الثالث قد أوفى بعهده، فهدده البابا بطرده كنسيًا.
في نوفمبر من العام 1272، توفي هنري الثالث في وستمنستر، وتولى إدوارد الأول بعده الحكم، وتم دفنه حسب الوصية، في وستمنستر، أمام مذبح الكنيسة، لكن نقله إدوارد بعد ذلك في مقبرة كبيرة، بناها له في عام 1290.