تقرير التنمية البشرية: وفاة أكثر من 12 ألف مصري بسبب الهواء الملوث بالقاهرة عام 2017
قال تقرير التنمية البشرية الصادر عن عام 2021 عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إن المخاطر الصحية الرئيسية للتعرض للهواء المحيط الملوث بالجسيمات الدقيقة في مصر وفقا لتقييم أجرته منظمة الصحة العالمية تتمثل في أمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الجهاز التنفسي والوفيات والاعتلالات بسبب سرطان الرئة.
وذكر التقرير الذي حصلت القاهرة 24 على نسخة منه أن متوسط الوفيات المبكرة السنوية جراء التعرض للهواء المحيط الملوث بالجسيمات الدقيقة العالقة بالقاهرة الكبرى بنحو 12 ألف و600 حالة وفاة، وأن هناك قرابة 59% من الوفيات المقدرة جراء التعرض للهواء المحيط الملوث بالجسيمات الدقيقة العالقة ترجع إلى أمراض نقص تروية القلب و14% بسبب الالتهابات الحادة في الجهاز التنفسي السفلي و13% بسبب السكتة الدماغية و14% بسبب مرض الانسداد الرئوي المزمن وسرطان الرئة والسكري من النوع الثاني.
وذكر التقرير أن البنك الدولي أجرى دراسة مماثلة عام 1999، وقد أثبتت الدراسة الأخيرة لعام 2017 التي عرض بعض نتائجها أن وضع جودة الهواء في القاهرة قد تحسن مما أدى إلى انخفاض عدد الوفيات وانخفاض تكاليف تدهور جودة الهواء.
وأوضح التقرير أن التكلفة السنوية للتأثيرات الصحية لتلوث الهواء المحيط بالجسيمات الدقيقة العالقة في القاهرة الكبرى بنحو 45 إلى 48 مليار جنيه في 2016 / 2017 بمتوسط تقديري قدره 47 مليار جنيه، وهذا يعادل نسبة تتراوح بين 1.3 % إلى 1.4 % من الناتج المحلي الإجمالي في 2016 / 2017.
وأشار التقرير أن منطقة القاهرة الكبرى تعد أكبر مركز حضري وصناعي في مصر وفيها أكثر من 20 مليون شخص وتحيط بها الصناعات الثقيلة الرئيسية من الشمال والجنوب كما أنها محاطة بأكبر أربعة مواقع للتخلص من النفايات الصلبة في البلاد إذ تنتج نحو 9.5 مليون طن من النفايات الصلبة البلدية سنويا، وتمتلك أكبر أسطول من المركبات في مصر 1.4 مليون سيارة خاصة لنقل الركاب ومئات الآلاف من سيارة الأجرة والشاحنات واليت تستخدم أكبر شبكة طرق في البلاد وتمتد لأكثر من 10 آلاف كم، وطالما كان تلوث الهواء يمثل مشكلة مزمنة في القاهرة بسبب تزايد السكان والهجرة الريفية غير المنضبطة والتحضر السريع، ووجود عدد كبير من الصناعات الكيميائية والمعدنية والصناعات الثقيلة الأخرى المملوكة للقطاع العام بالقرب من المراكز السكنية ونقص الإدارة السليمة للمواد الصلبة والنفايات الزراعية والخطرة وقد تفاقمت هذه المشكلات بسبب عدم كفاءة الهياكل الإدارية المعنية وفق التقرير ذاته.
وحول التأثيرات الصحية الناتجة عن عدم كفاية مياه الشرب والصرف الصحي وتكلفة ذلك ذكر التقرير أن متوسط التكلفة الصحية المرتبطة بعدم كفاية مياه الشرب والصرف الصحي تقدر بنحو 39 مليار جنيه.
وأضاف التقرير أن حالات الوفاة المترتبة على عدم توافر مياه الشرب والصرف الصحي بلغت 8200 حالة وفاة في المتوسط عام 2017 وذكر أن هذه الأمراض التي نتج عنها الوفاة هي أمراض الإسهال والتيفود والتراكوما والالتهابات الحادة في الجهاز التنفسي وداء البلهارسيا.
