من البطالة إلى العصائر الفريش.. قصة فتاة نور الشمس تحدت الظروف لتصل لحلمها | صور وفيديو
ربما تختلف قصص الكفاح الكثيرة لـ الفتيات المصريات عن قصة فتاة نور الشمس، التي تبلغ من العمر 23 عامًا، وتبيع العصائر الفريش على شاطئ بورفؤاد في مدينة بورسعيد.
ورفضت فتاة نور الشمس فكرة الفقر والاستجداء من الآخرين، والاعتماد على أسرتها في مواجهة الظروف المعيشية الصعبة، مؤكدة: غنية بنعم الله الكثيرة التي أنعم بها عليها.
تعيش حنان قوطة، الملقبة بـ نور الشمس في محافظة بورسعيد مع أسرتها المكونة من 5 أفراد، أب وأم وشقيقين أحدهما مهندس بترول والأخرى مدرسة، وهي حاصلة على معهد السياحة والفنادق؛ لكنها قررت أن تستقل بحياتها، وأن تصنع ذاتها ورفضت فكرة الاتكال علي الأسرة.
بدأت نور الشمس رحلتها في مدينة دهب إلا أن الظروف لم تساعدها في النجاح، فعادت إلى محافظتها بورسعيد وحاولت العمل في أكثر من وظيفة، إلا أنها لم تتحمل باعتبار أنها شخصية قيادية ولديها أيدولجيات في طبيعة عملها لم تتناسب مع أصحاب العمل.
تركت نور الشمس العمل لمدة عامين، إلا أنها قررت أن تبدأ من جديد ووجدت نفسها في فكرة بيع العصائر الفريش، وأقدمت بالفعل على شراء أيس بوكس ليكون بداية لمشروعها تحمل به العصائر التي تبيعها للمواطنين.
في أول يوم عمل أعدت نور الشمس العصائر وحملتها في الآيس بوكس، وذهبت إلى حديقة فريال، وكانت تشعر بالخجل في البداية إلا أنها تجاوزت هذا الإحساس، وتمكنت من تسويق نصف الكمية ليكون ذلك نجاحًا لها في أول يوم، حتى أنها تتذكر أول زبائن وهم 3 شباب.
وأكملت نور الشمس مشوارها على شاطئ مدينة بورفؤاد بالرغم من أنها من سكان بورسعيد، ويفصلها عن بورفؤاد المعدية التي تعبر قناة السويس، إلا أنها وجدت راحتها النفسية هناك، مؤكدة أن رواد الشاطئ رحبوا بالفكرة ويتعاملون معها على أنها أختهم وابنتهم.
كما تذهب نور الشمس إلى تجار الجملة لشراء الفاكهة الطازجة، وتعد العصائر والكوكتيلات وتجهزها بصورة تصنع السعادة للزبائن، وحملها إلي شاطئ بورفؤاد لتقوم بتسويقها وبيعها للمصطافين، الذين أعتادوا علي سماع صوتها تنادي: عصائر فريش، عصائر فريش.
استمرار رحلة نور الشمس
فيما تستمر رحلة الفتاة حتى تنتهي من العصائر الموجودة معها، والتي تبدع في صناعتها خاصة الكوكتيلات والتي أعجبت الزبائن، ويمكن ان تمتد الرحلة لساعات علي الشاطئ تقطع خلالها الفتاة كيلو مترات بحثًا عن الرزق، حتي ان قدميها يتألمان من كثرة السير على رمال الشاطئ الكثيفة.
نور الشمس بالرغم من المجهود الكبير الذي تبذلها في شراء البضائع، إلا أن لديها هوايات تمارسها، فهي فتاة تعشق السفر، كما أنها تحب الكتابة وتفكر في طباعة كتب وتوزيعها، وتحصل كذلك علي دورات تدريبية كثيرة لتطوير نفسها.
تملك نور الشمس حلمًا كبيرًا في تجارتها، وتتطلع لأن يكون لديها شركة كبيرة لإنتاج العصائر في باريس، وكذلك مطعم لتقديم المأكولات والمشروبات والحلويات، مؤكدة أنها حينما تشعر بـ صعوبة رحلتها تبكي وتتحدث إلى الله حتى يهبها القوة على استكمال مشوار حياتها.
وجهت نور الشمس من خلال الـ القاهرة 24، رسالة للشباب والفتيات اكدت خلالها بضرورة السعي والعمل، وبذل الجهد والعرق من أجل تحقيق الحلم، مؤكدة أن من يبذل الجهد سوف يصل يومًا إلى هدفه.