ما حكم وهب ثواب قراءة القرآن والأعمال الصالحة للمتوفي؟
تقع للإنسان العديد من الابتلاءات في هذه الحياة، وأشدها هو فقدان الولد، وحول هذا تلقت دار الإفتاء عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" سؤالا يقول صاحبه "ابني توفاه الله في عمر الثامنة، فهل يجوز قراءة القرآن على قبره وهل تصله ثواب القراءة؟"
وأجاب الدكتور محمد وسام أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية قائلا: كل ما يفعلها الإنسان من الطاعات والحسنات يمكن أن يهب ثوابها للولد أو أي شخص متوفي، فالأعمال الصالحة مثل صلاة النوافل وصيام السنن، والصدقات، وصلة الأرحام، كل هذا يصل ثوابه للمتوفي ولا يقتصر فقط الأمر على قراءة القرآن، والدليل على ذلك ما رواه أبو داود من حديث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - قال لعمرو بن العاص: «إِنَّهُ لَوْ كَانَ مُسْلِمًا فَأَعْتَقْتُمْ عَنْهُ أَوْ تَصَدَّقْتُمْ عَنْهُ أَوْ حَجَجْتُمْ عَنْهُ بَلَغَهُ ذَلِكَ». ومنها: ما رواه ابن ماجه من حديث ابْنِ بُرَيْدَة َعَنْ أَبِيهِ، قَالَ: جَاءَتْ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -فَقَالَتْ: يا رسول الله، إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ وَعَلَيْهَا صَوْمٌ، أَفَأَصُومُ عَنْهَا؟ قَالَ: "نَعَمْ"
وأكمل أمين الفتوى مضيفا: بالنسبة لقراءة القرآن فيجوز وهب ثوابها للمتوفي ويصله الثواب، فيقول بعد القراءة "اللهم اجعل ثواب هذه القراءة لفلان" والدعاء كما هو معروف في الشريعة الإسلامية من الأعمال الصالحة وهو استدامة لأعمال الإنسان بعد وفاته لحديث الرسول "إذا مات ابن آدم انقطع عمله من ثلاث، منها ولد صالح يدعو له" لذا فوهب قراءة القرآن للمتوفي جائزة شرعيا بإلحاقها بالدعاء له، وأي طاعة يفعلها الإنسان يمكن أن يهب ثوابها للمتوفي.
وأضاف محمد وسام قائلا: إذا توفى الإنسان قبل البلوغ، فقد رفع عنه التكليف وهو في رحمة الله إن شاء الله؛ لأنه لم يحمل خبثا ولا ذنبا، وهذا الطفل يكون شفيعا لوالديه يوم القيامة، لذا رغم ألم الفقد يجب على السائل أن يستبشر خيرا، لأن ابنه سيكون خيرا له في الآخرة، وهذا لا يعني عدم وهب الأعمال الصالحة له، بل هذا يزيد في درجاته في الجنان.
