مشروع حلول بالجامعة الأمريكية يقدم توصيات للقطاع الصناعي لتبني استراتيجية الاقتصاد الدّوار

أطلق مشروع حلول للسياسات البديلة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة ورقة سياسات بعنوان الاقتصاد الدّوار استراتيجية تعافٍ أخضر للصناعة في مصر، لحل مشكلة ندرة المياه، وتزايد استهلاك الطاقة، وسوء إدارة النفايات، وكذلك التكلفة الاجتماعية والاقتصادية والتدهور الصحي نتيجة الملوثات.

وأوجدت الورقة الحل في الاقتصاد الدّوار الذي يعيد تدوير المنتجات لأطول فترة ممكنة ويقلل النفايات للحد الأدنى.

والحلول الدّوارة الصديقة للبيئة فرصة للتخفيف من الآثار البيئية السلبية، وكذلك تطرح آفاقًا للتنشيط الاقتصادي.

منظمات دولية تدعو لوقف الأنشطة الإنسانية وحماية الأرض من التغير المناخي

بتعاون ألماني.. طاقة عربية تبدأ إنتاج الهيدروجين الأخضر واستخدامه محليًا

ووفقًا لورقة سياسات الاقتصاد الدّوار، ففي قطاع الإسمنت تكلفة الطاقة تمثل من 20 إلى 40% من التكلفة الإجمالية للإنتاج، بالتالي فإجراءات مثل زيادة معدل إحلال الوقود البديل محل الوقود التقليدي ستوفر نحو 51 مليون دولارا أمريكيا سنويًا على المنتجين لأننا سنستخدم 20٪ أقل من استهلاك الطاقة، أما في قطاع الغزل والنسيج فإجراء مثل خلط القطن البكر بالقطن المعاد تدويره يقلل من استهلاك المياه والطاقة والمواد الخام مقارنة بتصنيع القطن البكر الصافي.

وحسب الورقة أيضا، فممارسات الاقتصاد الدوّار المختلفة مثل استخدام الأصباغ الطبيعية هي ممارسات جيدة للبيئة وهي كذلك فرص لمصنعي المنسوجات للحصول على شهادة بموجب معايير الاستدامة الدولية، مما يحسن من قدرتهم التنافسية في السوق الدولية.

وكشفت ورقة السياسات الاقتصاد الدّوار، أنه بالرغم من رسوخ قطاع المنسوجات في مصر إلا إن أقل من 20% فقط من الشركات العاملة في القطاع تصدر منتجاتها للخارج في ظل تراجع مجمل الصادرات للاتحاد الأوروبي، وفي المقابل تستورد مصر نحو 80% من المواد الخام وبالأخص الألياف قصيرة التيلة المستخدمة في صناعة المنسوجات.

وتنبه ورقة السياسات إلى أن مصر أكبر مصدر لتسرب البلاستيك في البحر الأبيض المتوسط، إذ نلقي في البحر 250 ألف طنا سنويًا. ففي عام 2019 استهلكنا ما قيمته 9.35 مليار دولارا أمريكيا، بمعدل نمو سنوي قدره 9.7%، ومعدلات نمو استهلاك مصر للبلاستيك وسوء إدارة المخلفات البلاستيكية ثمنها كبير إذ تؤثر على إنتاجية النّظم الطّبيعية الحيويّة كنهر النيل. 

 وتتضمن ورقة السياسات الاقتصاد الدّوار، معلومات تفصيلية حول كوفيد-19 والتعافي الأخضر، واستراتيجيّة الاستدامة في مصر، والتحديات أمام تطبيق الاقتصاد الدّوار وتستلهم نماذج أعمال الدّائرية الاقتصادية، وتقترح استراتيجية وطنية للاقتصاد الدّوار تتبنّي تدابير محددة للقطاعات الصناعية الثلاثة البلاستيك والمنسوجات والإسمنت وتطرح توصيّات السّياسات، وقد اقتُرحت هذه القطاعات الثلاثة نظرًا لأثرها البيئي وأهميّتها للاقتصاد المصري ومواءمتها للمُبادرات الوطنية وأولويّات الاقتصاد الدّوار العالمية.

يذكر أن د. داليا صقر، كاتبة الورقة البحثية  لديها خبرة استشارية تمتد 20 عامًا في مجال كفاءة استخدام الموارد والطاقة وتغير المناخ من خلال عملها مع الحكومات والمنظمات الإنمائية الدوليةن وهي حاليا أستاذ مساعد بالجامعة الأمريكية في القاهرة، وحاصلة على الدكتوراه في الاستدامة من جامعة إراسموس روتردام في هولندا، د. داليا خبيرة معتمدة في شؤون المناخ بموجب الاتفاقية الاطارية بشأن تغير المناخ التابعة للأمم المتحدة وناشطة بيئية تهتم بالشؤون الإنمائية في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا.