بعد الحديث عن استبعادها من تعداد الآثار.. كل ما تريد معرفته عن حديقة الأسماك
تعد حديقة الأسماك التي تديرها وزارة الزراعة من أقدم الحدائق في مصر، ويصل عمر حديقة الأسماك بالزمالك إلى أكثر من قرن ونصف، وأنشئت عام 1867 في عهد الخديو إسماعيل.
ومما يروى عن تاريخ إنشائها أن الخديوي طلب من مدير متنزهات باريس، إحضار أحد الخبراء لتصميم حديقة تكون على شكل جبلاية، فكانت حديقة الأسماك التي ظلت لعقود من الزمان، تعد الأفضل من بين عشرات الحدائق التي أنشئت في هذا العصر، فأولتها الحكومات المتعاقبة الرعاية، وقامت بإنشاء العديد من أحواض الأسماك فيها، حتى بلغت نحو 50 حوضا، تضم مختلف أنواع الأسماك، بما فيها الأنواع النيلية.
ظلت حديقة الأسماك تحت إشراف مباشر في الإدارة من قبل حديقة الحيوان بالجيزة، وأولتها الأخيرة اهتماما خاصا، فزادت من عدد الأحواض فيها، وقامت بزراعة العديد من نباتات الزينة النادرة.
وعلى مدار عقود من الزمان، تحولت حديقة الأسماك إلى ملتقى للعشاق والمحبين، وصورت السينما المصرية أجمل أفلامها الرومانسية بين جنباتها، قبل أن تغلق منتصف الستينات للتطوير والإصلاح، كما أوكلت الحكومة حينذاك لجهات علمية وهندسية تابعة لوزارة الزراعة تلك المهمة، قبل أن تعيد افتتاحها للجمهور من جديد مطلع الثمانينات.
تبلغ المساحة الإجمالية لحديقة الأسماك، بما تضمه من مساحات نباتية، نحو تسعة أفدنة، وهي لا تتميز فحسب بالتصميم الرائع وإنما بمراعاة استخدام مواد بناء طبيعية في التصميم، وخاصة الطين الأسواني المخلوط بمادة الأسروميل والرمل الأحمر، إضافة إلى الطوب المصنوع من خليط طين أسوان والمواد الداعمة.
وتغلب على معمار الحديقة التكوينات المعمارية القريبة في بنائها من خياشيم الأسماك، وهو ما يجعل الحديقة في النهاية تبدو على شكل السمكة، ويتجلى ذلك بوضوح في منطقة الجبلاية، وهو ما جعل كثيرا من المصريين يطلقون على الحديقة اسم حديقة الجبلاية.
وتتكون جنينة الأسماك من مدخل من فتحتين، تشبهان فتحتي خياشيم الأسماك، حيث تفضي الفتحتان إلى منطقة البهو، ويستطيع الزائر بسهولة أن يلحظ في جانب الفتحتين زعنفتين جانبيتين، تبدو من خلفهما ممرات الحديقة الأربعة.
تصميم الجبلاية.
وقد روعي عند تصميم الجبلاية، أن تكون على شكل ممرات أو تجاويف على غرار تلك التي تظهر بوضوح داخل الشعاب المرجانية في باطن البحر، ويتجلى ذلك بوضوح عند النظر إلى سقف أحد الممرات، إذ يبدو وكأنه واحد من بين تجاويف أخرى صنعتها الأمواج، بل إنها تصدر ألحانا عند مرور الهواء، تشبه إلى حد كبير حركة الماء، من خلال حركة الهواء المندفع من المداخل الأربعة متنقلا بين الكهوف.
وتضم منطقة الجبلاية مسطحات خضراء تحتوي على أشجار نادرة جلبت خصيصا من مختلف دول العالم ما يجعلها تشكل غابة نادرة، إلى جانب ما تضمه الحديقة من أحواض للأسماك المتنوعة التي روعي في عرضها انعكاس أشعة الشمس عليها عبر فتحات علوية ما يجعل من العرض أقرب ما يكون إلى البانوراما.
ولا تقتصر أحواض الأسماك في الجبلاية على أسماك البحر الملونة أو الأسماك النيلية، وإنما توجد أيضا أقسام أخرى تضم أنواعا من السلاحف والزواحف البحرية التي تعيش في المستنقعات والأنهار، كما تضم الجبلاية أربع صوب لتفريخ السمك إلى جانب مفرخ رئيسي وصوبتين لمعالجة المياه اللازمة لحياة آلاف الأسماك.
وتداول عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي أنباء عن شطب حديقة الأسماك الموجودة في حي الزمالك من أقدم الحدائق الأثرية الموجودة في مصر، من قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية.