مستوردون: كورونا ونقص الحاويات من أسباب ارتفاع أسعار الشحن الدولي
أوضحت شريحة عريضة من المستوردين أن ارتفاع تكلفة الشحن البحري بنسبة 800% بشكل غير مسبق يرجع إلى تأثر النقل البحري بأزمة فيروس كورونا، بالإضافة إلى انخفاض عدد الحاويات وعدد الموانئ، مما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع والبضائع للمستهلكين، حيث يتم تحميل تكلفة النقل على السعر النهائي، متوقعين ارتفاع الأسعار أكثر من ذلك خلال الفترة المقبلة لاستمرار ارتفاع تكاليف الشحن وأسعار المواد الخام.
وفي هذا السياق قال أشرف الشهات، نائب رئيس شعبة النقل الدولي واللوجيسيتات بغرفة القاهرة التجارية، إن استمرار أزمة كورونا يعني استمرار أزمة الشحن العالمية وارتفاع الأسعار حول العالم مرتبط بحجم حركة التداول عالميًا، لافتا إلى أن حاويات الشحن غير موجودة نظرًا لقلة حجم التبادل التجاري.
أسباب ارتفاع أسعار الشحن العالمي
وأوضح الشهات، سبب ارتفاع أسعار الشحن البحري يرجع إلى وجود خلل كبير في الإغلاقات ببعض الموانئ الأساسية عالميا نتيجة لنقص عدد الحاويات وهذا يؤثر تلقائيا في سلسلة الإمدادات اللوجستية في العالم، وأن الزيادة في أسعار الشحن تؤثر على تكلفة المنتجات النهائية، مشيرا أن حركة الاستيراد حاليًا في مصر قليلة نتيجة بعض المشكلات المتعلقة ببطء الإجراءات الجمركية
وأردف: إن الوضع الاقتصادي العالمي مضطرب وهناك نقص هائل في الحاويات الفارغة فيما قلت حركة التبادل التجاري بين العالم وبالتالي عدد الحاويات والموانئ قل مع الطلب المتزايد، فقد وصلت تكلفة أسعار شحن الحاوية من الصين إلي 17 ألف دولار مقارنة ب 3.5 إلى 4 ألف دولار ما قبل أزمة كورونا، حيث ارتفعت تكلفة أسعار الشحن إلى 500 ٪.
ومن جهته قال المهندس متى بشاي، رئيس لجنة التموين والتجارة الداخلية بالشعبة العامة للمستوردين باتحاد الغرف التجارية، إن أسعار الشحن الدولي شهدت ارتفاعات كبيرة وصلت لمستويات قياسية منذ بداية أزمة فيروس كورونا، فيما توقفت حركة التجارة.
تأثير الارتفاع في أسعار السلع في مصر
وأضاف بشاي، أن تكلفة الشحن البحري ارتفعت بنسبة 800٪ حيث ارتفعت تكلفة الشحن من الصين 2000 دولار للحاوية إلى 15 ألف دولار للحاوية ومن تركيا ارتفعت إلي 3 ألف دولار مقارنة ب 800دولار وكل هذه الارتفاعات تؤثر علي المنتجات النهائية بالسلب.
وأشار إلى أن موعد وصول الحاويات شهد تأخرًا كبيرًا في الوصول للموانئ سواء من الصين أو الاتحاد الأوروبي، لافتا إلى أن البضائع المستوردة التي كانت تصل الموانئ المصرية خلال 4 أيام كحد أقصي، أصبح معدل وصولها يستغرق 15 يوما، والأمر ذاته بالنسبة للبضائع المستوردة من الصين أصبح معدل وصولها يستغرق نحو 60 يوما مقارنة بـ20 يومًا في السابق.
وتابع متي: أن أسعار الشحن والخامات ارتفعت بشكل هائل، ومن المؤكد أن تنعكس على أسعار المنتجات النهائية، مشيرا إلى ارتفاع أسعار الشحن يؤثر في المنتجات النهائية بنسبة تصل من 15 إلى 20%.
وتوقع بشاي، بارتفاع الأسعار أكثر من ذلك خلال الأيام المقبلة، بالإضافة إلى وجود أزمة ندرة البضائع، ودعا المستوردين بالترشيد في الاستيراد على قدر الاحتياج نتيجة ارتفاع تكاليف الشحن وأسعار المواد الخام بشكل عام.
وفي السياق ذاته كشف أحمد شيحة عضو شعبة المستوردين، سبب ارتفاع أسعار الشحن العالمي يرجع إلى أن شركات الشحن هي من تحدد الأسعار وفقًا لظروفها، تستغل أي ظروف طارئة لرفع الأسعار بقيمة مبالغ فيها لأن هذه الزيادات غير مبررة.
وأشار عضو شعبة المستوردين إلى أن أزمة انخفاض أعداد الحاويات الكونتينر الفارغة في الصين، وهو ما أدى لارتفاع أسعار الشحن خلال الفترة الماضية لتصل إلى مستويات غير طبيعية وارتفعت أسعار الشحن بنسبة 500٪.
وذكر أن قيمة الحاوية بلغت من 2500 ألف دولار و3 آلاف دولار وصلت من 10 إلى 12 ألف دولار، مشيرا إلى أن نسبة الزيادة تحدد طبقًا لقيمة البضاعة المستوردة بالحاوية، فقد تصل قيمة الزيادة علي المنتجات النهائية والسلع في مصر بنسبة 22% نتيجة تكلفة الشحن وارتفاع أسعار النقل البحري في التجارة العالمية وسيتحمل تلك الزيادات المستهلكين.