في ذكرى ميلاده.. المهاتما غاندي في ميزان العقاد
تحل اليوم ذكرى ميلاد المهاتما غاندي، المولود في مثل هذا اليوم 2 أكتوبر من عام 1869، وهو السياسي البارز والزعيم الروحي الذي حصل على استقلال الهند بالمقاومة السلمية.
وقد أعجب الكثيرون بغاندي وسياسته، وألفوا عنه الكتب ومن بين هؤلاء عباس محمود العقاد الذي ألف عنه كتاب روح عظيم المهاتما غاندي؛ حيث يصفه بقديس القرن العشرين، مؤكدا أن ذلك الرجل المسالم البسيط استطاع أن يجمع الهند على كلمة واحدة، رغم تعدد ثقافاتها واختلاف ملل أبنائها، بشكل يجعلها أقرب لكونها دول مختلفة لا دولة واحدة، فكانت مهمة توحيدها ضربًا من الخيال.
ويضيف العقاد أنه من خلال سياسة المقاومة السلمية «الاهمسا» التي دعا إليها غاندي واستمدها من التعاليم الدينية المتسامحة التي كانت بالهند، استطاع أن يجبر الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس أن تترك مستعمراتها الثرية الشاسعة بالهند دون عنف. والعقاد كعادته في تناوله لسير الأعلام يدرس ما يعتبره مفاتيح شخصياتهم وسماتهم النفسية، فنجده يرد بعض الحوادث التاريخية ليبين عبقرية غاندي ومدى سمو نفسه وروحه السمحة، بحيث أصبح رمزًا للسلام واللاعنف وأبًا روحيًّا للهند الحرة.
وينقل العقاد آراء بعض مفكري الغرب في غاندي عندما اتهمه الإنجليز أنه من أعوان هتلر، وأنه ممن يساعدون النازيين بإزعاج خصومهم في إبان القتال، فتصدى للدفاع عنه رجل من أكبر رجالات الإمبراطورية، وهو المارشال سمطس القائد السياسي الفيلسوف، وقال: إن غاندي أرفع من أن تلصق به تهمة؛ لأنه رجل من أعظم رجال العالم، وهيهات أن يسخر لخدمة غرض من الأغراض.
وينقل العقاد أيضا قول برنارد شو: إن غاندي من العظماء الذين لا يجود التاريخ بأمثالهم إلا مرة في كل ألف سنة.
ولما نُعى غاندي إلى أمم الغرب، أسف البابا لمنعاه، وهو رأس الكنيسة المسيحية الكبرى، وقال أسقف من رجال الكنيسة الأمريكية: إن غاندي مسيح، وتلقى نواب فرنسا خبر وفاته وقوفًا خاشعين.