علي جمعة: لا يجوز ترك العمل بالمذاهب فهي التي تحمي الإسلام والمسلمين
انتشرت مؤخرًا دعوات تنادي بعدم الأخذ بالمذاهب الفقهية الأربعة، والعودة إلى كتاب الله وسنة رسوله، لأن ليس بهما تحريف أو خطأ، أما الإنسان فيخطئ ويصيب.
وحول هذا نشر الدكتور علي جمعة، على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ردًا على سؤال تقول فيه صاحبته: ألا يفضل ألا يكون هناك مذاهب لأننا في عصر فتن، وأفضل شيء هو كتاب الله وسنة رسول الله، لأن أيام الرسول لم تكن هناك مذاهب، فما حكم عدم الأخذ بالمذاهب؟.
وأجاب مفتي الجمهورية السابق على السؤال قائلًا: صحيح أيام الرسول لم تكن هناك مذاهب، لكن كان رسول الله موجود، وكان الصحابة والناس يفزعون إليه في كل أمورهم، وبعد وفاة الرسول، وجدت المذاهب فأصبح هناك مذهب بن مسعود ومذهب بن عباس، مذهب يأخذ بالعزيمة والآخر يأخذ بالرخصة، يمكن أن تأخذ بالشدة، أو بالرفق.
وأضاف جمعة: أنه لا يجوز مخالفة هذه المذاهب، ولا يجوز أن يجتهد الإنسان دون علم: القاصر غير الدارس لأمور الدين والفقه وعلم الحديث، ليس أهلا للاجتهاد وعليه أن يسأل أهل الفقه، ويتفقه في الدين ويعمل بما يرشدونه إليه، حتى يتأهل ويفهم الطريق التي سلكها العلماء، ويعرف الأحاديث الصحيحة والضعيفة، والوسائل لذلك في مصطلح الحديث، ومعرفة أصول الفقه، وما قرره العلماء في ذلك، حتى يستفيد من هذه الأشياء، ويستطيع الترجيح فيما تنازع فيه الناس.
وأشار جمعة إلى أن ما أجمع عليه العلماء فهو صواب، ولا بد من اتباعه، لا يجوز لأحد مخالفة العلماء فيما أجمعوا عليه، فالمسائل الذين اتفقوا فيها أمرها ظاهر لكل الناس ويلزم اتباعها والأخذ بها، أما الخلاف الذي يقع بين العلماء في بعض المسائل الأخرى، فيجب رد هذا النزاع إلى الله ورسوله كما قال الله تعالى: (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ الآية). وقال تعالى: (وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ..).
وأكد جمعة ضرورة اتباع المسلمين للمذاهب: لا بد من اتباع المذاهب والأخذ بها وعدم الاستجابة للدعوات التي تنادي بإبطال المذاهب الأربعة لأنها إبطال للدين الإسلامي؛ فهي التي تدل الناس على الطريق، وهي بمثابة النظارات التي تحمي عيون الناس من الشمس، فهذه المذاهب هي من تحمي الإسلام والمسلين من الوقوع في الزلل، ولو ضربت أو سقطت هذه المذاهب لسقط الإسلام، لذلك لا يجوز ترك المذاهب وعدم الأخذ بها.