الإفتاء تحسم الجدل حول إفشاء أسرار العلاقة الزوجية
ورد سؤال إلى دار الافتاء المصرية من أحد السائلين يأتي في سطوره: بعض الناس تتحدث عما يكون بينها وبين زوجها فى العلاقة الحميمية، فهل هذا يجوز شرعًا؟
وردت الأمانة العامة للفتوى بدار الافتاء المصرية على التساؤل السابق بقولها إن إفشاء ما يقع بين الرجل وزوجته حال الجماع أو ما يتصل بذلك من أمور شخصية تتعلق بهما حرام شرعًا.
وأضافت الأمانة أنه على كل واحد من الزوجين أن يحافظ على أسرار بيته ولا يبديها، لا سيما إذا ترتب على هذا الإبداء والإفشاء ضرر على الزوجين، وقد ورد عن عمرو بن يحيى المازني عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: لا ضَرَرَ وَلا ضِرَارَ.
وتابعت دار الإفتاء، أنه على الزوجين أن يتفهما ذلك، وأن يوضح كل من الزوجين الصورة للآخر بالحسنى والكلم الطيب، وأن يستعينا في هذا التفهم بالصبر والصلاة والدعاء في الصلوات والخلوات؛ مشيرة إلى قول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ.
وأكملت الدار ردها: فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إِنَّ مِنْ أَشَرِّ النَّاسِ عِنْدَ اللهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ الرَّجُلَ يُفْضِي إِلَى امْرَأَتِهِ وَتُفْضِي إِلَيْهِ ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا.
ولفتت الإفتاء كذلك إلى قول الإمام النووي في شرحه على صحيح مسلم: فِي هَذَا الْحَدِيثِ تَحْرِيمُ إِفْشَاءِ الرَّجُلِ مَا يَجْرِي بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَتِهِ مِنْ أُمُورِ الِاسْتِمْتَاعِ وَوَصْفِ تَفَاصِيلِ ذَلِكَ وَمَا يَجْرِي مِنَ الْمَرْأَةِ فِيهِ مِنْ قَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ وَنَحْوِهِ.
واختتمت الإفتاء ردها قائلة: وعليه: فالواجب على المسلم والمسلمة أن يستترا بستر الله تعالى في هذه الأمور، فهذا مما يجب أن يطوي ولا يحكي، وفي إذاعته وإشاعته فساد عظيم، فليتق الزوجان ربهما، وليحذرا الوقوع في هذه الكبيرة" والله سبحانه وتعالى أعلم.
