عمر عبد العزيز: الفن المصري في مرحلة انتقالية منذ الثورة.. والسينما خالية من الكوميديا | حوار
بـ82 عملًا فنيًا حفر اسمه من الذهب في ذاكرة الجمهور المُحب للضحك، عن طريق إخراج أفلام ترسم البسمة على وجه المُشاهد، سواء عندما يناقش قضية هامة في الشقة من حق الزوجة، أو بعمل كوميدي من الدرجة الأولى مثل يا رب ولد، ليرتبط اسم عمر عبد العزيز في الأذهان، بالأعمال التي تحتوي على قضايا هامة بتوقيع الابتسامة.
وبناءً على خبرته كشف المخرج عمر عبد العزيز، رأيه في سوق السينما حاليًا، وذلك في حوار خاص مع القاهرة 24، على هامش تكريمه في مهرجان الإسكندرية السينمائي بدورته الـ37.. فإلى نص الحوار:
حدثنا عن تكريمك في مهرجان الإسكندرية السينمائي
التكريم هو كلمة جيدة، وشعور بأن أحدًا يقول لي شكرًا بعد رحلة طويلة، ونحن الآن في الدور الـ37، وأنا أحضر مهرجان الإسكندرية منذ دورته الأولى، والتكريم هو لقطة تشعر بها أن الجهات الفنية تُكرمك على مجهودك، ولكنه في نفس الوقت يُشعرني بالمسؤولية.
ما رأيك في الحال التي وصلت إليها السينما؟
نحن الآن في مرحلة انتقالية، والسينما ليست في أحسن حالاتها، وبعد الثورة حدثت أزمة وهي احتكار الإنتاج من قِبل شركة واحدة، وأصبح البعض يُخرج في 3 أو 4 أفلام، وأستاذتنا في البيوت، وهذا الأمر حدث في مصر من قبل، فأنا أخبرتهم أن السينما المصرية ذات مرة لم يتم تصوير أفلامها في مصر، ولكن تم تصوير الأفلام في تركيا ولبنان، ولم يكن هناك تصوير في مصر، ويجب على الدولة أن تعي دور الفن وتحدث عدالة في توزيع الأعمال.
وكيف يتم تحقيق هذه العدالة؟
العدالة يجب أن تكون من خلال تدوير العمل، فلا يتولى مخرج معين فقط مسؤولية الإخراج وغيره في المنزل ولا يجد له فرصة.
فإذا نظرنا حولنا نجد علي بدرخان في المنزل، وعلي عبد الخالق، محمد عبد العزيز، داود عبد السيد، لماذا يجلس هذا العبقري في منزله!؟، من يرضيه هذا الأمر أن يكون العمالقة في منازلهم تاركين العيال شغالة، فهذا ظلم.
يلجأ بعض الممثلين للنقاش من خلال السوشيال ميديا.. هل هذا يعتبر جرأة منهم أم تقصير من النقابات الفنية؟
اللي قاعدين على السوشيال ميديا، ناس فاضية، يثيرون الجدل حول أشياء غريبة ويسعوا للترند، والسوشيال ميديا لا تؤثر، ولكني أتحدث عن فن السينما فهي كانت ثاني صناعة تُدخل المال لمصر بعد تجارة القطن، وما يحدث أنه لا أحد يهتم بها.
هل يجب أن يكون للنقابات دور في المساهمة لعودة هؤلاء العمالقة لسوق الفن مرة أخرى؟
ماذا ستفعل النقابات؟، هذا أمر يرجع إلى الدولة وشركات الإنتاج، أما النقابات فدورها المعاشات وتوفير خدمات صحية لأعضائها.
ما قصة فيلم الشقة من حق الزوجة؟
محمود عبد العزيز في البداية لم يوافق على الشقة من حق الزوجة، بل وقال لي لماذا لا تأخذ سمير غانم ليتولى بطولة العمل، ولكن الفيلم كان يناقش قضية جادة، ومحمود عبد العزيز كان الأصلح لتولي بطولة العمل، وهذا دور المخرج أن يختار لكل فنان الأصلح له.
هل فكرت في إنتاج عمل لنفسك؟
أنا الإنتاج ليس وظيفتي، فأنا مكاني الصحيح هو الإخراج، كما أني لم أدرس الإنتاج.
في رأي عمر عبد العزيز.. الشللية في الوسط الفني شئ إيجابي أم سلبي؟
الوسط الفني ما دام كان به شللية، وهي ليست شيئًا سيئًا بل إنها جميلة، وتكوين الصداقات شيء جيد ولكن يجب أن نُحسن استخدامها.
لماذا قلت إنك تورطت في الكوميديا؟
بالطبع أنا تورطت في الكوميديا، لأني كنت أتمنى أن أكون مخرجًا سياسيًا، لذلك تم رفض مشروع التخرج الخاص بي، وطلبت أن أعمل وأخرج أعمالًا فنية وقالوا لي ليس أمامك سوى إخراج الأعمال الكوميدية، والجمهور أحبني في هذا القالب.
ما الوصفة السرية لـ عمر عبد العزيز لإخراج أعمال كوميدية طويلة العمر؟
أنا عندما أخرج الأفلام الكوميدية أكون جاد جدًا، والكوميديا إذا لم يتم إخراجها بجدية تتحول إلى مزاح، وعندما أُخرج مشهدًا كوميديًا أشعر بتوتر شديد، لأن الكوميديا تُخرج بميزان ذهب، والمخرج من يزن كل هذه الأمور.
كيف ترى الأفلام الكوميدية في مصر حاليًا؟
مصر حاليًا لا توجد بها أفلام كوميدية، ولكن هناك أفلام مضحكة، وهناك فرق كبير بين الكوميديا، والضحك.
ومن وجهة نظرك حاليًا.. أين المسرح المصري؟
الفن كله مترابط، لا يوجد شيء جيد والآخر سيء، فكل الأمور والعناصر الفنية حاليًا بها انحدار، وأتمنى للمسرح أن يتعافى.
ماذا عن مشروعاتك الجديدة؟
لديّ مشروعات كثيرة، فأنا لم أخرج منذ 2012، واستغليت تلك الفترة في تحضير ورقي كي أصبح جاهزًا للعودة للإخراج من جديد، وأنا لن أعود للساحة الإخراجية إلا عندما يعود زملائي الكِبار مرة أخرى، كي لا يُقال إنني عُدت لأني رئيس اتحاد النقابات.