طفلة بـ 100 راجل.. فاطمة سائقة تروسيكل جديدة بقنا: نفسي أرتاح وأرجع أتعلم
خلعت ثوب طفولتها وارتدت ثوب الرجولة، بعد أن اضطرتها ظروفها القهرية على ترك دراستها، ورغم أن عمرها لم يتجاوز الـ 15 عاما، أصبحت هي رب الأسرة تكدح من أجل مساعدة والدها في الإنفاق على أسرتها المكونة من 7 أفراد، وعلاج والدتها التي تعاني من خشونة في العظام، وتبدأ قصتها مع الشقاء مبكرا.
ومع دقات الساعة الخامسة من كل يوم، تخرج فاطمة حسين بهنسي من منزلها المتهالك في قرية الحج سلام بمركز فرشوط، شمالي محافظة قنا، لتقود تروسيكل والدها تجوب بيه شوارع مركزي فرشوط ونجع حمادي، لتحمل البضائع للمواطنين حتى تحصل على حفنة أموال تكاد تكون محدودة في نهاية اليوم، لتتمكن من مساعدة والدها العامل البسيط للإنفاق على أسرتها وتجهيز شقيقتها الكبرى المهددة بفسخ خطوبتها بسبب ضيق الحال ونقص جهاز عرسها.
كان لازم أسيب تعليمي وأتعلم أي حاجة عشان أساعد والدي في مصروف البيت، بعد إصابة شقيقي الأكبر في عينيه أضعفت نظره، وإصابة والدتي بمرض الخشونة في العظام، وتجهيز شقيقتي التي تستعد لزفافها، ومساندة والدي العامل البسيط، بتلك الكلمات بدأت فاطمة حديثها لـ القاهرة 24، عن معاناتها وسبب عملها سائقة تروسيكل، مشيرة إلى أنها بدأت عملها بقيادة التروسيكل منذ عامين ونصف، خاصة أن لديها 4 أشقاء، أحدهم شاب وفتاة تكبرها، وبنتان أصغر منها، ولكن شقيقها يعاني من ظروف صحية تمنعه من مزاولة أي عمل.
أمي تعبانة مش بتقدر تتحرك وأخويا الأكبر مني متصاب في عينه وأختي لو جهازها مكلمش خطوبتها هتتفسخ، قالتها فاطمة بصوت خافت يملأه الحزن قبل أن تتنهد وتتابع: سيبت تعليمي وأنا في سنة رابعة ابتدائي واشتغلت على التروسيكل بحمل عليه بضائع للزبائن واليومية بـ 30 جنيه، مردفة: مش بسلم من كلام الشباب اللي بيتريقوا عليا بس هما ميعرفوش ظروفي ومش برد على حد.
رغم المضايقات التي تتعرض لها فاطمة لكونها سائقة تروسيكل لا تهتم فهي تنظر إلى تحسين دخل أسرتها، ولكن عملها الشاق واضطرارها لحمل أشياء ثقيلة عليها نظرا لصغر سنها هو أكثر ما يرهقها ويصيبها بالتعب مع نهاية يوم عملها في الساعة الخامسة مساء.
واختتمت حديثها قائلة: كل اللي بتمناه من ربنا أني أرجع المدرسة تاني، وأجهز أختي الكبيرة عشان جوازتها تتم، وظروفنا تتحسن عشان مشتغلش تاني على التروسيكل، ونبني البيت قبل ما يوقع علينا وأمي تتعالج.
