اللواء مجدي عبد الصبور نصر لـ القاهرة 24: دمرت 4 طائرات للعدو وأسرت طيارين إسرائيليين
قال اللواء مجدي عبد الصبور نصر، والذي كان يشغل قائد سرية شليكا دفاع جوي، برتبة ملازم أول، إن من أهم أسباب نصرنا في حرب أكتوبر 1973، هو أننا حققنا عنصر المفاجأة وأحدثنا للعدو خداعًا استراتيجيًّا وتعبويًّا وتكنيكيًّا، وأوحينا للعدو بأننا لن نحارب.
وأضاف خلال بث مباشر لـ القاهرة 24، أن من ضمن خدع الحرب إلقاء الرئيس محمد أنور السادات، خطبة يوم 28 سبتمبر 1973، في ذكرى وفاة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ولم يتطرق في خطبته إلى رفع درجة الاستعدادات للجيش أو التلميح بأننا سنحارب، رغم أن هذه الواقعة كانت قبل الحرب بـ8 أيام.
ثم نشرت الصحف المصرية أخبارًا عن أن وزير الدفاع الروماني سيحضر إلى مصر يوم 8 أكتوبر لمقابلة وزير الحربية المصري آنذاك المشير أحمد إسماعيل.
وأوضح عبد الصبور لـ القاهرة 24، أن إدارة التوجيه المعنوي بالقوات المسلحة نشرت إعلانًا في الصحف عن رحلة عمرة للضباط وضباط الصف، وهذا خداع علاوة على إعطاء توجيهات لجنودنا على الضفة الغربية للقناة، وكان بينهم وبين العدو مسافة تتراوح من 300 إلى 500 متر بالسباحة في القناة، ومصّ القصب ولعب الكرة ثم استدعاء الضباط الاحتياط والجنود الذين أنهوا خدمتهم، ثم يتم تسريحهم مرة أخرى، وكل هذه الأشياء كانت من أسباب النصر.
تابع عبد الصبور: مهمتي في الحرب كقائد سرية دفاع جوي، كانت تقتصر على توفير الحماية والوقاية للقوات القائمة بالعبور، والمعابر المقامة والمشونة بجنوب البحيرات ومراكز القيادة الرئيسية، بالاشتراك مع اللواء 116 صواريخ سام 6، وفصائل الضبع الأسود، مضيفًا أن سريته عبرت القناة خلف اللواء المدرع، الساعة العاشرة ليلا يوم 7 أكتوبر عن طريق معبر جنوب البحيرات.
وأردف اللواء عبد الصبور: كنت أشتبك مع طائرات العدو الجوي، والتي تطير على ارتفاع منخفض هاربة من الظهور على الأجهزة الرادارية المصرية، حيث دمرت 4 طائرات إسرائيلية، وأسرت عدد 2 طيارين إسرائيليين وسلمتهما إلى سلاح الاستطلاع، المخابرات.
وأشار عبد الصبور إلى أنه كان يعتلي مدفعًا رباعيًّا 23 ملي، محمولًا على شاسيه دبابة ذاتية الحركة، ومجهز بأجهزة رادارية وحاسب إلكتروني لتحديد اتجاهات ومسافات طائرات العدو، مضيفًا أنه كان يتتبع طائرات العدو الإسرائيلي المتحركة من مطارات (اللد – بلماخيم – تل أبيب – عكير – حتسور – حتسوريم – رامون – عوفدا)، وتم تدمير ثلاث طائرات للعدو بواسطة قوات الدفاع الجوي، والتي قدرت بأعلى نسبة تدمير على مستوى العالم.
وروى اللواء عبد الصبور موقفين حدثا له خلال عمليات العبور، الأول أثناء عبوره من معبر جنوب البحيرات نزل سائقه السعدني بسرعة كبيرة بالدبابة بميل حاد؛ الأمر الذي تسبب في نزول نصف الدبابة في الماء، ووقوف النصف الآخر على المعبر، الأمر الذي تسبب في تعطل كول العبور الخلفي لمدة ساعة، ولم يكن أمامهم إلا إلقاء الدبابة في مياه البحيرات حتى تعبر بقية الدبابات إلى أن أعطى تعليمات لسائق الدبابة بالسير للأمام ثم للخلف حتى استقامت الدبابة مرة أخرى على المعبر.
وواصل: الموقف الثاني أنه في اليوم الثاني من عبوري سيناء، نزلت بجواره دانة من مدفع إسرائيلي 175 ملي، على مسافة 30 مترًا، الأمر الذي تسبب في نزولي مسافة 4 أمتار تحت الأرض، إلى أن أخرجني جنود سريتي عن طريق الكواريك التي كانوا يحملونها في الشدة.
ووجّه عبد الصبور، رسالة للشباب بأن يقتدوا بجيل أجدادهم، ويحبوا بلدهم، ويبتعدوا عن الشائعات، قائلًا إن العسكرية المصرية هي المدرسة العليا للوطنية، ومصنع الرجال، وهي عرين الأبطال والشهداء في كل العصور.
