العلمانية والخوارج وجهان لعملة واحدة.. علي جمعة يرد على شبهة تشدد المنهج الإسلامي
تحدث الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق عن ضرورة الخضوع لمناهج أئمة الفقة الأربعة، وأنها الطريق للتقدم حيث لا يقتصر تطبيقها أو العمل بها على زمان ومكان محدد، بل هي صالحة لكل زمان لما فيه من اليسر وفهم للواقع، بخلاف الدعوات التي تراها متشددة.
ورد علي جمعة على من يتهم مناهج الأئمة بالتشدد فقال: من يتهم الأئمة وهو متكئ على أريكته، ويدعي أنهم متشددون وقد تجاوزهم الزمان، فنحن نقول له لا، فهؤلاء هم أصحاب منهج قابل للتطبيق في كل زمان ومكان.
وأكد علي جمعة أن من يصف المنهج الإسلامي بالتشدد فهما صنفان لا ثالث لهما: دوما نقول بأن الخوارج والعلمانية وجهان لعملة واحدة، هذا يصف الدين بالتشدد وهذا يصف الدين بالتشدد، ولكن الخوارج يقولون الدين متشدد، لذلك سأكون متشددا، أما العلماني فيقول الدين متشدد فلن أكون متدينا أصلا ويسعى لإحباط الدين، الاثنان يدعون كذبا وبهتانا أن الدين علم واستقرار وأمن سواء أكان علما أم سلوكا.
وأوضح علي جمعة ضرورة التفريق بين مناهج الأئمة الثابتة، ومسائلهم التي يمكن أن تختلف باختلاف العصر فشرح قائلا: هناك فارق بين مناهجهم ومسائلهم، لأنهم استعملوا هذه المناهج في الوصول إلى مسائل عصرهم، فإذا مضى عصرهم وجاء عصر مختلف استخدمنا ذات المناهج مع ذات الحجية، وهي الكتاب والسُنّة لاستخراج أحكام شرعية تناسب العصر، حتى نصل إلى المقاصد الشرعية، وحتى نحقق المصالح المرعية، وحتى نراعي المآلات المعتبرة لأنه منهج صالح للتطبيق على كل عصر.
وأشار علي جمعة إلى من ينادي بهدم المنهج الإسلامي بأنه لا يهدم إلا نفسه فقال: من يرد هدم منهج بهذا العمق، والذي اطلعنا عليه بعمق واستنبطنا منه مسائل مناسبة لكل عصر، فهو لا يهدم إلا نفسه، لأن تجربة التاريخ تبين لنا أنه على مر التاريخ، يخرج هؤلاء النابته يسخرون من فعل الأئمة، أو يسخرون من الرؤى الكلية للمسلمين، أو من الإجراءات الفنية العلمية، ثم ذهبوا مع الريح وبقي الإسلام وبقى منهجه.
وتابع علي جمعة عن تفسير أسباب وقوة بقاء المنهج الإسلامي: حينما نسأل أنفسنا لماذا بقى الإسلام وذهب هذا الزبد؟
والإجابة تكون لأن هذا منهج علمي رصين موافق للواقع مدرك للأكوان والإنسان معا، أما من يظهرون في كل جانب ينادون بهدم الفقه، فقولهم "هلفطة" يدل على جهلهم، الجهل لم يقضي أبدا على منهج علمي.