جزويت القاهرة تطلق مبادرة المشاركة المجتمعية للثقافة المستقلة
احتفلت مؤسسة النهضة العلمية والثقافية جزويت القاهرة بإطلاق مبادرة المشاركة المجتمعية لتنمية الثقافة والفنون المستقلة، في الساحة المفتوحة لمدرسة العائلة المقدسة برمسيس، وبحضور مجموعة من الكتّاب والفنانين ورجال الأعمال وخريجي مدرسة العائلة المقدسة.
وأشار الأب وليم سيدهم اليسوعي، رئيس مجلس إدارة جمعية النهضة العلمية والثقافية جزويت القاهرة، في كلمته الترحيبية، إلى عراقة المؤسسة التي خرجت أجيالا من النجوم والفنانين والأطباء والسياسين ورجال الأعمال في مصر، قائلا: في هذا المكان الراسخ تربي أبناؤنا علي الرجولة والشهامة والعطاء، معسكرات عمل في طول البلاد وعرضها من العمل من أجل ومع الفقراء والمهمشين تحت شعار رجال من أجل الآخرين، وفي هذا المكان انطلقت مبادرة صغيرة اسمها جمعية النهضة العلمية والثقافية من عام 1998 - كان نصف مؤسسيها من الآباء اليسوعيين – نذكر منهم الأب: بولس سركيس والأب، نبيل غبريال، والأخ فايز سعد والفرير، راضي منير، والأب وليم سيدهم - والنصف الآخر من النشطاء والملتزمين في المجتمع المصري نذكر منهم السيد محمد عبدالدايم، والسيد محمد حسني من المنيا وفيما بعد وليد الخشاب خريج المدرسة والفاضل الأستاذ جورج إسحق وغيرهم.
وأوضح الأب وليم سيدهم أن جمعية النهضة العلمية والثقافية قامت بالتوجهة نحو المهمشين في المدن والقرى من خلال الصفوة المختلفة مع التركيز علي ثقافة الصورة كبرت واتسعت ولكن التحديات المختلفة خاصة التحديات المادية تهدد هذا الكيان.
وأشار الأب سيدهم إلى اهتمام الجزويت بثقافة الصورة، مضيفا منذ عام 1995 قرر الرئيس العام في مؤتمر في بيروت، كنت أحد الحاضرين فيه، توجيه الرهبانية اليسوعية في الشرق الأوسط إلى التحول إلى ثقافة الصورة والمعني بها السينما والتصوير والفنون البصرية والمساهمة في تكوين رجال ونساء يستطيعون إغناء وإنعاش هذا المجال بالقيم النبيلة، والدعوة إلى السلام والعدالة من خلال الشاشة وزرع روح المصالحة والمسامحة في مجتمعنا المصري والعربي لا بل والعالمي.
وعن المبادرة قال الأب وليم: نعلن عن مبادرتنا للمشاركة المجتمعية في النهضة لأننا، بعد عشرين عامًا من العمل في الفنون المختلفة، وتثبيت أقدامنا في مجال تكوين صناع السينما وصناع الرسوم وصناع الممثلين المسرحيين. نجد أنفسنا في ما يشبه عنق زجاجة ونمد أيادينا إلى المجتمع المدني المصري والفنانين ورجال الأعمال من خريجي مدرسة العائلة المقدسة العريقة حتي نستطيع أن نضمن استمرارية صفوة المساهمات في مجال السينما والرسوم والمسرح والعلوم الإنسانية.
وعبر الدكتور محمد أبو الغار، رئيس مجلس أمناء جائزة يحيى حقي التي تنظمها الجمعية عن سعادته بوجوده مع هذه النخبة وفي هذا الاحتفال، مضيفا أن مصر بها ملايين من الشباب الذين يواجهون العديد من الصعوبات المادية والنفسية التي يجب أن يكون هناك حلول لها، حيث يلجأ هؤلاء الشباب للتطرف الديني أو الجريمة نتيجة تلك المشاكل، موضحا أن دور المجتمع المدني يتمثل في محاولة إيجاد حلول وبدائل لتلك المشاكل.
وأكد أبو الغار أن جزويت القاهرة تعلم الشباب التصوير والرسم والفن، وتصدر مجلة الفيلم المجلة الرصينة المتخصصة في السينما، كما أقاموا العديد من ورش العمل، موضحا أن ذلك يساعد الشباب على إيجاد فرص عمل وتحسين أحوالهم، مشيرا إلى “الجزويت” تعقد أنشطتها في محافظات الصعيد، ومشجعا الجميع على الاستثمار والتبرع للمؤسسة لأنها تقوم بتطبيق أنشطة فعالة وحقيقة على أرض الواقع.
وقال الكاتب والصحفي سامح سامي، المدير التنفيذي لجزويت القاهرة ورئيس تحرير مجلة الفيلم: إنه من خلفية صحفية حيث يشغل منصب رئيس القسم الثقافي في جريدة الشروق، وكان حلمه تطبيق ما يتم كتابته من أفكار ثقافية تشجع على التنوير وتساعد على نهضة المجتمع على أرض الواقع، مشيرا إلى أنه عندما أتى إلى “الجزويت” وجد ذلك التطبيق.
وأضاف سامح سامي أن جزويت القاهرة تخدم كل الناس بلا استثناء ودون تمييز في التعليم والثقافة والفن، وفقا لرسالتها وهدفها المنشود في التكوين والتعليم المستمر وطلب المزيد. هذا التعليم المستمر للطلبة ولأعضاء الجمعية، أنعكس في سعي الجمعية ورغبتها الدائمة في التدريب والإلمام بالعلوم الإدارية والمالية، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الحالية التي زادت مع وباء كوفيد 19 وهي تمثل الظروف الأخطر والأعقد على الاطلاق التي تمر بها مؤسسات الفنون في أي مكان في العالم.
وتابع سامي أنه عندما تولى منصب رئيس تحرير مجلة الفيلم وجد أن الجمعية لديها رؤية مختلفة، حيث أثرت فيه وغيرت فيه أشياء كثيرة، مشيرا إلى أن الجمعية قائمة على هدفين هما التكوين والتعليم المستمر والسعي الدائم نحو التوسع والانفتاح على الجامعات والنقابات والهيئات الثقافية الأخرى وهو ما حدث في توقيع بروتوكولات تعاون مع نقابة المهن السينمائية ووزارة الثقافة، والتعاون مع جامعة الأقصر ومكتبة مصر العامة بالأقصر.
وأشار إلى جمعية النهضة إختارت أن تلعب دور الحركة الحرة الساعية لخلق تيار فى المجتمع، عبر مجموعة تؤمن برسالة الجمعية وبروح الجزويت في التغيير والإبداع والمراجعة والتقييم.
واستعرض الكاتب الصحفي هشام أصلان، المنسق العام للمبادرة ومدير صالون الجزويت الثقافي، خطة جزويت القاهرة للخمس سنوات القادمة، لتطوير قطاعات ومدارس جزويت القاهرة وعدد الدفعات الدراسية المفترض تخريجها، موضحا بالأرقام تكلفة المنحة التي تقدم لكل طالب في جميع المدارس، فضلا عن تكلفة تطوير مسرح ستوديو ناصيبيان وقاعات الجمعية وستوديو فايز سعد للمونتاج، مؤكدا على أن "جميع هذه النشاطات قائمة بالفعل وناجحة عبر سنوات كثيرة ماضية، وأن أملنا هو استمرارها على نفس المستوى من النجاح.
وأشار هشام أصلان إلى أن جزويت القاهرة توفر بدائل حقيقة وفعالة لكل الموهوبين الذين يبحثون عن فرص لتعلم الفنون والثقافة بأنواعها، الأمر الذي يشعر به كل مهتم بهذا الشأن عبر تجارب ناجحة على أرض الواقع خلال سنوات كثيرة سابقة، مضيفا: وجدنا أن استمرارية هذه التجربة يرتبط نجاحها بالانفتاح على التجارب الشبيهة والتعاون معها من ناحية، وتوفير الفرصة للمهتمين بخوض التجربة من ناحية أخرى، ومن هنا فكرنا في هذه المبادرة، لفتح مجالات التعاون المختلفة مع المؤسسات والأشخاص المهتمين بتنمية الثقافة والفنون المستقلة في المجتمع.