دمر 8 دبابات خلال 10 دقائق.. بكر العدل بطل ملحمة أكتوبر يروي تفاصيل النصر العظيم
48 عامًا مرت، ومازال بكر إسماعيل العدل ابن قرية ميت العامل التابعة لمركز أجا، بمحافظة الدقهلية، يتذكر تفاصيل النصر العظيم، ويحتفظ بأسرار أكبر ملحمة في الفدائية والوطنية المصرية، ستظل خالدة في الأذهان.
على أرض سيناء كتب آكل الدبابات كما أطلق عليه، بطولات سطرت اسمه في التاريخ بحروف من نور، بعدما نجح في تدمير 8 دبابات خلال 10 دقائق فقط، وسجل بها رقمًا قياسيًا.
انضم العدل للكتيبة 35 مدفعية بالفرقة 16 مشاة التابعة للجيش الثاني الميداني، وكان من ضمن الدفعة الأولى التي عبرت القناة، وسهلت عبور باقي الكتائب لتحقيق الانتصار الكبير واستعادة العزة والكرامة.
روى العدل تفاصيل مشاركته في حرب أكتوبر لـ القاهرة 24، قائلًا إنه كان مختصًا بقطاع شمال الفرقة 16، ضمن التشكيل الأساسي في المدفعية، وكانت مهمته ضرب الدبابات من على بُعد 3 كيلو أو أقل.
وأضاف أنه في 3 أكتوبر عاد للكتيبة من الإجازة، وكان يتوقع نشوب الحرب في أي وقت، وينتظرها بفارغ الصبر للثأر من العدو الإسرائيلي، واسترداد كرامة المصريين، وأرض سيناء الغالية.
وأشار إلى أنه انضم لكتيبة المشاة ميكانيكي في يوم 4 أكتوبر، وكان من ضمن أول فوج عبر القناة، وتسلق خط بارليف على الرغم من صعوبته، وتمركز في مكانه لمواجهة سيل الدبابات القادمة، وتمكن في أول يوم من تدمير دبابة واحدة.
وأكد العدل، أنه في اليوم الرابع استطاع تدمير 8 دبابات خلال 10 دقائق، حيث كان مسؤولًا عن صد أي هجوم يدخل مجال القطاع، ويضرب الدبابات من مسافة أقل من 3 كيلو، ومدة انطلاق الصاروخ 20 ثانية، حتى اعتقد العدو أنه أمام كتيبة كاملة وليس فردًا واحدًا.
كما أوضح بطل أكتوبر أن آخر دبابة نجح في تدميرها كانت بالاشتراك مع زميله محمود السيد ابن مركز ميت غمر، وذلك قبل قرار وقف إطلاق النيران بـ5 دقائق، لتصل حصيلة الدبابات التي دمرها إلى 17 دبابة.
وتابع أن الصاروخ الذي كان يستخدم في الحرب كان شديدًا، وما أن يلمس جسد الدبابة تتحول لكومة تراب في ثوانٍ، وذلك نظرًا لقوة تدميره التي تصل إلى 10 آلاف درجة مئوية و100 ألف ضغط جوي، ودقة التصويب كانت تعتمد على أن يكون النظر والكاشف والدبابة في مستوى واحد، وهو ما أتقنه من خلال التدريب المكثف في الكتيبة.
فيما لفت العدل إلى أن أحد جيرانه أصيب وعاد لمنزله، وأخبر والدته أن نجلها بخير، فكان ردها: يموت بس ميجيش إلا لما ينتصر، وهو ما يعني أن الجميع شعبًا وجيشًا كان يسير نحو هدف واحد، وهو استرداد الأرض والعزة والكرامة، وهو ما تحقق بفضل الله تعالى.
وأشار إلى أنه لديه 4 أبناء وجيهة حاصلة على ماجستير تجارة، ومحمد بكالوريوس علوم رياضة وإحصاء، ومنى دراسات عليا بكلية الآداب، ومحمود بكالوريوس تربية رياضية، ومازالوا يفتخرون ببطولة والدهم، ويعتبرون حرب أكتوبر إنجازًا كبيرًا، ويروون تفاصيلها لأبنائهم.