طوارئ واشتباكات مسلحة.. ما سبب ظهور داعش في السودان؟
لا تزال أصداء الاشتباك بين القوات المسلحة السودانية وعناصر تنظيم داعش الإرهابي، تتصدر المشهد في السودان، خاصة بعد تكرار الاشتباكات للمرة الثانية أمس في منطقة جبرة، ونتج عنه مصرع عنصر في المخابرات العامة السودانية، والقبض على 4 عناصر من الخلية الإرهابية.
الواقعة ليست الأولى، فقد سبقتها بعد أيام مقتل 4 عناصر من القوات المسلحة السودانية، خلال اشتباك مع خلية إرهابية بالخرطوم، وهو ما دفع للتساؤل حول سبب ظهور تلك الخلايا الداعشية الآن؟
خبراء ومحللون سياسيون قالوا إن النظام السابق هو السبب في جعل السودان حاضنة لخلايا إرهابية، مُشددين على أن عناصر الخلايا الداعشية، ليست سودانية لكنها من جنسيات عربية.
الدكتورة تماضر، الأستاذة بمركز الدراسات الدبلوماسية بجامعة الخرطوم، ذكرت أن تنظيم داعش في السودان موجود منذ النظام السابق، موضحة أن حكومة المخلوع عمر البشير، اعتادت لفترة طويلة على إيواء الإرهابيين.
أوضحت تماضر لـ القاهرة 24 أن هذه الأجهزة الأمنية السودانية تحاول منذ 2020 لدحر هذه الخلايا الإرهابية ومُلاحقة بقايا الإرهاب الذي كان يُمارسه النظام السابق، مشيرة إلى أن هذه الخلايا مُتواجدة في مختلف الأحياء السكنية بمدينة الخرطوم، خاصة في منطقة الجبرة.
تابعت: نحن لم نتفاجأ عندما سمعنا أن هناك خلايا إرهابية يتم مُطاردتها، لإدراك الشعب أن النظام السابق كان يأوي الإرهابيين، وهو السبب لوضع السودان على قائمة الدول الراعية للإرهاب.
أشارت الأستاذة بمركز الدراسات الدبلوماسية بجامعة الخرطوم إلى أن هذه الخلايا لأجانب من جنسيات عربية يُقيمون في الأحياء السكنية ويُمارسون حياتهم بصورة طبيعية، لكن اتضح أنه يمارسون أنشطة إرهابية، مؤكدة أن الحكومة الانتقالية وجهاز المخابرات لديهم القدرة على الانتهاء من كل هذه الخلايا لأن الأرضية الحالية غير مناسبة وغير خصبة بالنسبة لهم.
موقع الاشتباكات
في سياق متصل، تفقد رئيس الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، مجلس السيادة الانتقالي، القائد العام للقوات المسلحة السودانية اليوم، موقع الأحداث التي جرت بين الخلية الإرهابية والقوة الأمنية المُشتركة بمنطقة جبرة، واطمأن على سلامة المواطنين بالمنطقة.
تلقى البرهان تنويرًا من الأجهزة الأمنية حول تنفيذ العملية ونجاحها، مُعربًا عن تقديره للقوة الأمنية المشتركة التي نفذت العملية.
من جانبه، أكد الدكتور الحاج حمد محمد خير، المحلل السياسي السوداني، أن استضافة نظام المخلوع لخلايا إرهابية ليس سرا، موضحا أنه بعد التغيير الذي حدث تصاعدت المطالب للعسكرين بأنهم لا يقومون بواجبهم في المسار الأمني.
أضاف خير لـ القاهرة 24، أن هذه الخلايا ربما أرادت أن تُصعد حالة السيولة الأمنية، وبالطبع فإن الأجهزة الأمنية تتابع مثل هذه القضايا، لافتا إلى أن القوات المسلحة السودانية وأجهزة الدولة الأمنية، قررت التخلص منهم حتى يُبعدوا شبح التدخل الدولي، لأنه كان سيشملهم أيضًا كـ حاضنة للإرهاب.
خلية إرهابية
تمكنت القوة الأمنية المشتركة السودانية من قتل 4 عناصر تابعة للخلية الإرهابية البالغة عددهم 6 أفراد بينهم سوداني، وأصابت اثنين آخرين بجروح، كما احتسبت القوة المُشتركة الشهيد رقيب أول محمد عمر الشامي من وحدة القوات الخاصة التابعة للقوات المسلحة السودانية.
شهد رئيس مجلس السيادة وعدد من أعضاء مجلس السيادة وقادة الأجهزة العسكرية والأمنية، صلاة الجنازة على روح الشهيد الشامي بمسجد القوات المسلحة.
تواصلت عمليات مُتابعة جيوب خلايا تنظيم داعش الإرهابي من قِبل جهاز المخابرات العامة ومشاركة القوات المسلحة، الدعم السريع والشرطة.
أفاد بيان صحفي صادر عن جهاز المخابرات العامة السودانية بأن القوات المشتركة قامت ظهر أمس الاثنين، بمداهمة موقعين بمنطقة جبرة مربع 15 – 18، بعد توفر معلومات جديدة عن بؤر للتنظيم، أسفرت عن قتل 4 من الخلية الإرهابية، والقبض على اثنين بالموقع الأول مربع 15 داخل شقة، والقبض على 2 من العناصر الإرهابية بالموقع الثاني مربع 18.
أشار البيان إلى أن القوات المشتركة طوقت المنطقة وعملت على إغلاق المنافذ والطرق المؤدية للموقع، حفاظا على سلامة الأرواح والممتلكات، وفي الأثناء أطلقت المجموعة الإرهابية أعيرة نارية كثيفة في مواجهة القوات المسلحة السودانية، شملت كلاشات، رشاشات، قرنوف آر ب جي وقنابل يدوية.
أضاف البيان: احتسبت قواتنا شهداء ومنهم ضابط صف من القوات المسلحة - القوات الخاصة، وأصيب ضابط برتبة الرائد وضابط صف من جهاز المخابرات العامة وضابط صف من قوات الشرطة.
يذكر أن القوات المشتركة نفذت الأحد، عملية مداهمة لموقعين بمدينة أم درمان، أسفرت عن القبض على 8 عناصر أجنبية.
أهاب جهاز المخابرات العامة السودانية بكافة المواطنين، التبليغ عن أي عناصر يشتبه أنها تتبع لخلايا داعش الإرهابي، مناشدا المواطنين بتوخي الحيطة والحذر.