كلمة التوحيد هي الحد الأدنى للإسلام.. علي جمعة يوضح حقائق التوحيد
تحدث الدكتور علي جمعة، رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشيوخ، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، عن الإسلام وأنه رأس أمر هذا الدين مصداقا لحديث رسول الله: "ألا أخبرك برأس الأمر كله، وعموده، وذروة سنامه؟ قلت: بلى يا رسول الله. قال: رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد".
وأوضح جمعة المعنى الأنسب للإسلام المفهوم من الحديث: المقصود بالإسلام في الحديث هو كلمة التوحيد لأن الإسلام بمعناه الشامل يشمل الصلاة والجهاد وغيرهما، لذا كان من الأنسب اعتماد أن المقصود بالإسلام الحد الأدنى الذي يعد به الإنسان مسلما وهو كلمة التوحيد، وهذه ما فهمه صاحب عون المعبود حيث قال: أي أمر الدين ويقصد به الإسلام، يعني الشهادتين وهو من باب التشبيه المقلوب؛ إذ المقصود تشبيه الإسلام برأس الأمر ليشعر بأنه من سائر الأعمال بمنزلة الرأس من الجسد في احتياجه إليه وعدم بقائه دونه.
وشرح رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشيوخ معنى كلمة التوحيد: وكلمة التوحيد وهي لا إله إلا الله تعني: أنه لا معبود بحق إلا الله، وأن من يعبد من دون الله باطل، فهذه الكلمة تنفي استحقاق العبادة لأي أحد، وتستثني الله عز وجل وحده، فهو المعبود وحده؛ لأنه الخالق وحده، ولأنه الفاعل وحده سبحانه وتعالى.
وتابع جمعة متحدثا عن حالات أهل الكُفر: من كفر بالله ضل التعامل مع هذه الحقيقة وهي توحيد العبودية لله، وضلاله كان إما بالإنكار المطلق لوجود إله كالملحد الذي نفى استحقاق العبادة لأحد، فلم يتعرف على الله، فقال: لا إله، أو كان ضلاله بالإشراك كالمشرك الذي جعل حق العبادة لله ولمخلوقات أخرى غيره معه تعالى الله عن ذلك فقال: لا إله إلا الله والأصنام أو النجوم، أو المسيح أو عزير عليهما السلام، أو بوذا، وما إلى ذلك من عقائد أهل الشرك.
وأكد مفتي الجمهورية السابق على صفة المسلم الموحد: أما المسلم الموحد على الهدى، فنفى استحقاق أحد من الخلق للعبادة، واعتقد أن ما دون الله خلق، والله الخالق وحده، ولا يستحق غيره العبادة، فهو المعبود المستحق لجميع أشكال العبادات والتوجهات الظاهرة والباطنة.
وأشار جمعة إلى حقيقة لا إله إلا الله: وتعني لا إله إلا الله هو ألا تثق إلا بالله، ولا تعتمد إلا على الله، ولا تستعين إلا بالله، ولا تقصد إلا الله، ولا تريد إلا الله، ولا ترى إلا الله.
وأوضح جمعة الأعمال القلبية والقولية المرتبطة بالتوحيد: وترتبط كلمة التوحيد بالشهادة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأنه مرسل من عنده ربه، ومغزى الارتباط بين لا إله إلا الله ومحمد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هو توضيح طريق العبادة المقبولة. فكلمة لا إله إلا الله تعني أنه لا يوجد من يستحق العبادة والتوجه إلا الله.
وشرح مفتي الجمهورية السابق كيفية عبادة الله والتوجه إليه: على المسلم أن يعبد الله على شريعة سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، فلا عبادة إلا لله، ولا عبادة لله إلا على طريقة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهو الجمع بين شرطي العمل، فالله لا يقبل العمل إلا إذا كان مخلصا، أي له وحده، وصوابا أي على شريعة نبيه صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِى يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
وأشار جمعة إلى ضرورة اتباع سيدنا محمد في الأقوال والأفعال: وقد أرشدنا رسول ﷺ إلى ضرورة إقامة العبادات على شرعته وطريقته ﷺ ؛ ولذلك كان يقول ﷺ: صلوا كما رأيتموني أصلي. وقال ﷺ: خذوا عني مناسككم.