النصر أم الشهادة.. كيف كان دور الأزهر في حرب أكتوبر؟
في إطار احتفالات مصر وقواتنا المسلحة بالذكرى الـ 48 لانتصارات حرب أكتوبر المجيدة، التي عمل على تحقيقها جنودنا البواسل، وحققوا ملحمة بطولية، وحملوا على عاتقهم الدفاع عن الوطن وعن وحدته وسلامة أراضيهم، لاستعادة عزتهم وكرامتهم بالانتصار على العدو الصهيوني في السادس من أكتوبر عام 1973، لعب الأزهر دورا بارزا خلال الملحمة التاريخية.
الأزهر الشريف رائد في دعم الجبهة الداخلية
دعّم الأزهر الشريف القوات المسلحة، بالدعم المعنوي للجنود الأبطال قبل وخلال الحرب، حيث عمل الأزهر وشيوخه على بث روح القتال ورفع الروح المعنوية لدى الجنود، ومُساعدتهم قدر المستطاع.
شيخ الأزهر الأسبق يبث روح النصر للجنود
نادى الشيخ حسن مأمون، شيخ الأزهر الأسبق، وهو من حث العرب على استخدام سلاح البترول، قائلًا: أيها المسلمون، إن مصر لا تحارب إسرائيل وحدها، إنها تُكافح العدوان المتمثل في أمريكا وبريطانيا.
زيارة الشيخ محمد الفحام للجبهة
منذ توليه المشيخة، اعتبر نفسه فردًا من أفراد القوات المسلحة وجُنودها، وقام بزيارة الجبهة عدة مرات، وشدّ من أزر الجنود في زيارته لهم، وبشرّهم باقتراب وعد الله بنصر عباده المؤمنين.
إنشاء صندوق الجهاد
من ناحية أخرى، قرر مجمع البحوث الإسلامية، إنشاء صندوق يسمى صندوق الجهاد للمساهمة في الإنفاق على المجهودات الحربية ورعاية أسر الشهداء، وترأسه شيخ الأزهر وقتها، وقرر علماء الأزهر والمشايخ، التبرع براتبهم كاملا لهذا الشهر لصالح صندوق الجهاد، دعما للقوات المسلحة والمشروعات الحربية.
حشد كتائب علماء الأزهر بالانضمام إلى الجيش
تزامنا مع تولي الشيخ عبدالحليم محمود مشيخة الأزهر، ومع اقتراب موعد المعركة، قرر الشيخ، حشد كتائب من علماء الأزهر يترأسهم بذاته، وسارعوا جميعهم إلى الانضمام للجنود في كتائبهم لمؤازرتهم وشد هممهم.
بعودة الشيخ عبدالحليم من زيارته للقوات على الجبهة، استبشر خيرا، وكان واثقا أن النصر قادم ومحتوم بإذن الله، كما بشر الرئيس السادات بالنصر، وحينها سارع طلاب الأزهر الشريف بالتطوع في صفوف القوات المسلحة تلبية لنداء الوطن وحمايته، وأصدر الأزهر قرارات بالتيسير وإعفاء الطلاب من الحضور الدراسي.
رخصة إفطار الجنود في رمضان
أصدر الأزهر الشريف فتوة بترخيص إفطار الجنود والضباط في رمضان، حيث كانت الحرب في شهر رمضان الكريم، وقالت الأزهر حينها، إنه لا حرج عليهم في ذلك لما للحرب من جهد ومشقة، فكانت المفاجأة رد الجنود: لا نريد أن نفطر إلا في الجنة، وكان الرد كافي حينها للتعبير عن مدى شجاعة وبسالة جنودنا واستعدادهم التام للتضحية والاستشهاد من أجل حماية الوطن.
