عقيد مشارك في حرب أكتوبر: حافظوا على أرض البلد.. أثبتوا للعالم أن أحفاد الأبطال موجودون
من 48 عامً مضوا، حل علينا النصر العظيم، الذي جعلنا مرفوعي الرأس وشامخين أمام أي عدو يهيئ له تفكيره محاربة مصر، قام جنودنا الباسلون بمحاربة العدو الصهيوني، إلى أن تم هزيمته بقوة وعزيمة أبطالنا المصريين، لتعيش أجيال في مأمن تام على أراضيها المحبوبة.
ظل هناك دور خفي للعديد من الجنود الباسلين، الذي لم يظهر للنور بعد، من بين هؤلاء النقيب محمد غريب زيادة، نقيب في الأسلحة والذخيرة في الجيش الأول، الذي كان يمد الجنود بالذخيرة على الجبهة.
قال زيادة، إنهم كانوا يستقبلوا دفعات من الجنود، ويعملوا على تدريبهم لمدة 45 يوم، بالإضافة إلى تهيئتهم معنويًا للحرب، ولإطلاق النار والاستعدادات البدنية، ثم يرسلونهم إلى الجبهة ويستقبلوا دفعة جديدة لاحقة.
وأضاف زيادة في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24: "كنا بنجهز الذخيرة اللي بتطلب مننا كلها واللي يحتاجوها على الجبهة في صناديق مؤمنة، ونرسلها ليهم مع الجنود".
وتابع: "عشنا لحظات صعبة للغاية، على الرغم من عدم وجودنا على الجبهة مباشرة، لكن دورنا كان كبير للغاية، كما أنه الوضع لا يحتمل أي خطأ بسيط".
واستكمل: "تركنا زوجاتنا وأولادنا وتفرغنا لخدمة الوطن فقط، دون معرفة أخبارهم، نظرًا لحالة الحرب التي تقع فيها بلادنا الحبيبة، مشيرًا: كان بالنا مشغول دايمًا، بحال أسرتنا وبحال الوطن، وبنتمنى النصر عشان نرجع وطننا لعزته وكرامته، ويعم السلام والأمان والطمأنينة".
وأوضح النقيب المتقاعد، أن البلاد كانت في حالة أشبه بالفوضى ويعمها الحزن، ولكن بمجرد إعلان النصر تحول حالها في لحظة، وعمها الاحتفال والفرح وحتى الآن في ذكرى النصر تملؤنا فرحة لمجرد تذكر الأحداث والنصر العظيم.
وأردف قائلًا: عندما علمنا بخبر النصر كانت الفرحة لا تسع قلوبنا، وامتزج شعورنا بالفخر والعزة والشرف للانتصار على العدو الصهيوني.
وأشار إلى عودته إلى سرته وزوجته التي حملت عبء كبير على أكتافها بتربية وحماية الأولاد، وخوفها وقلقها من أجواء الحرب على أولادها وزوجها، فعاد ليطمئن قلبها ويحتفلوا جميعنًا بالنصر المتحقق على أيدي الجنود الأبطال.
ووجه النقيب كلمة للشباب في الذكرى الـ48 لنصر أكتوبر قائلًا: "أرجو من الشباب الحفاظ على الوطن الذي أُهدرت دماء أجدادهم للحفاظ عليه، وأن يعملوا ويجتهدوا في حياتهم لتطوير الوطن، وتحقيق ذاتهم ليثبتوا للعالم بأكمله، أن أحفاد الجنود الأبطال مازالوا موجودين عاملين على حماية وبقاء الوطن بعزة وكرامة".