صقر السويس يكشف تفاصيل إنقاذه مركز قيادة الجيش الثالث من الدمار بعد الثغرة | صور وفيديو
أحد أبطال معارك الاستنزاف، والذي كانت بمثابة رادار بشري، ينقل لقادة الجيش تحركات العدو في سيناء، ليتسنى رسم خريطة توضح أماكن انتشار قواته، والذي تسبب في إنقاذ مقر قيادة الجيش الثالث من الدمار.
إنه الفدائي عبد المنعم قناوي، أحد أعضاء منظمة سيناء العربية، والذي التقيناه في الذكرى الـ 48 لانتصار أكتوبر، ليتحدث معنا عن دوره قبل الحرب وخلال فترة الثغرة، وكيف أنقذ مركز قيادة الجيش الثالث، عندما أبلغ بوجود مجموعة من قوات العدو تراقب التحركات في منطقة عُبيّد.
ويستهل الفدائي عبد المنعم قناوي حديثه لـ القاهرة 24 بالآية الكريمة: (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ)، ويعرف نفسه بأنه عضو منظمة سيناء العربية، منذ يونيو 67، وحتى بعد نصر رمضان أكتوبر 73.
ويقول قناوي، إنه إبان حرب أكتوبر قضى 101 يوم فوق جبل عتاقة، من 19 أكتوبر 1973 وحتى 29 يناير 1974، مشيرًا إلى أنه تسبب في إنقاذ قيادة الجيش الثالث من الدمار، عقب حدوث الثغرة وعبور قوات إسرائيلية قناة السويس على 3 كباري، وتسلل بعض العناصر وتدشين نقاط ملاحظة في جبل عتاقة.
كما يكشف أنه كان السبب وراء نقل مقر القيادة من منطقة عُبيّد، إلى منطقة الروبيكي، بمدخل العاشر من رمضان حاليًا.
ويروي أنه قدم للواء عبد المنعم واصل، قائد الجيش الثالث الميداني، معلومات كافية عن وجود نقطة ملاحظة للعدو، فوق جبل عتاقة ترصد تحركات الجيش المصري.
وأوضح أن النقطة كانت مكوّنة من 5 أفراد، تنقلهم طائرة من طراز بيل 205 التي تشبه الطائرة الجازيل الفرنسية.
ويذكر أن تلك الطائرة كانت في الجبل، ولما اكتشف تلك النقطة وأبلغ قائد الجيش الثالث، لم يصدقه في البداية، ولكن سرعان ما تأكدت له صحة المعلومات.
في اليوم التالي فوجئ قناوي بالطيران الإسرائيلي الميراج، والسكاي هوك والفانتوم تدك مكان قوات الجيش في عبيّد، واصفًا ما حدث بأنها حوّلت الليل إلى نهار جراء كثافة إضاءة النيران، ظنا من العدو الإسرائيلي أن عناصر الجيش المصري ما زالت موجودة بالمنطقة.
وتابع أن الحزن سيطر عليه وظل يترحم على مئات الجنود الذين رآهم ليلا، ظنا منه أنهم ما زالوا في المنطقة، لكنه علم بعد أيام أن جميع القوات غادرت المنطقة مع غروب الشمس، ولم يعلم أن التعليمات صدرت بالانتقال إلى مركز تبادلي إلى منطقة الروبيكي.