تاجر البندقية لـ شكسبير ضمن مهرجان مسرح الهواة ببورسعيد
تستمر فعاليات مهرجان مسرح الهواة بالجمعيات الثقافية بـ بورسعيد في دورته الثامنة عشرة دورة ملك الجمل.. خالتي بمبة، برئاسة الشاعر مسعود شومان، والذى تقيمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة المخرج هشام عطوة، من خلال الإدارة المركزية للشئون الثقافية برئاسة د. هانى كمال، بفرع ثقافة بورسعيد بإقليم القناة وسيناء الثقافي برئاسة الكاتب محمد نبيل، والذى يقام على مسرح قصر ثقافة بورسعيد في الفترة من 2 إلى 7 أكتوبر الجاري.
قدمت الجمعية المصرية لهواة المسرح، العرض المسرحي رطل لحم (تاجر البندقية)، تأليف وليم شكسبير، إعداد وإخراج محمد زكريا دويدار، تدور احداث المسرحية حول تاجر شاب من ايطاليا يدعي انطونيو ينتظر مراكبه لتاتي اليه بمال تجارته، لأنه يحتاج للمال الفوري من اجل صديقه بسانيو الذي يحبه كثيرا، لأنه أراد التزوج من المرأة التي يحبها، وفي المسرحية خيوط أخرى تتحدث عن عداء اليهود وبغضهم لكل الديانات وعن الحب والثروة والرغبة في الانتقام.
ندوة نقدية بعد عرض تاجر البندقية
أعقب العرض الندوة النقدية، قال د. عمرو دوارة في افتتاح الندوة، رطل لحم يحيلنا إلى نص إبراهيم حمادة الذى كتبه بنفس العنوان، وأشار الناقد محمد الروبي أن السينوغرافيا هي المنظر المسرحي الذى هو عامل مساعد للرؤية وليس العكس، وهي الوسيلة الأساسية لتوصيل رؤية المخرج للمتلقي، والحقيقة فإن هذا العرض اهتم كثيرا بمسألة الصورة على حساب الرؤية الفكرية للعرض، وها أنت تقدم تاجر البندقية بدلالتها المعروفة، وهناك عروضا قدمتها تتعاطف مع شايلوك، ووجهة النظر في المسرح التي يُخدم عليها المنظر المسرحي أهمها الممثل الذى لا بد أن يفهم رؤية المخرج، بتأمل المشهد المسرحي في البداية؛ فإنه لا يوجد تناسقا عندما تحدث الحركة في المشهد الأول، لأن نص تاجر البندقية أهم شيء فيه الكلمة، ولم أستطع الربط بين الحركة والكلمة، والمخرج كان مهموما بالشك، وكل مشهد في نهايته سوكسيه.
كما أوضح أن هناك فرقا كبيرا جدا بين الإيقاع الفني والرتم، ومن الأخطاء الشائعة في عالم المسرح أن الإيقاع لا بد أن يكون سريعا، والسرعة تحدث خللا في الإيقاع، وعلى الممثل أن يكون فاهما لما يقول، وأفضل مشاهد العرض هو مشهد المحاكمة، والذى وقع فيه شايلوك بصوت مستعار.
وصرح د. أحمد عزت قائلًا: أحترم الفريق الذى يقدم أعمال وليم شكسبير كما هي، مضيفا أنه كان محظورا 1179م أن يتعامل المسيحيون بنظام التداين أو الاقتراض، وتم نبذ المجتمع اليهودي لهذا الشأن، وأضاف أن الديكور يتحرك، وهذا شيء جميل، لكن السؤال الذي يمكن طرحه هو: هل هذا يتفق مع السياق الدرامي، وهناك لوحة فوسفورية على اللوحة التي في الخلفية، وصوت الممثل لا بد أن يكون من الداخل وليس من الخارج، ولا بد من تدريب هذا الكيان، وتحريك الممثل للقطع الديكورية شىء جميل؛ لكن لا بد أن يتم توظيف، شايلوك.
أما عن التمثيل فأحيي ممثلي العرض جميعهم، كذلك الإخراج والتعبير الحركي، وأشار الناقد حمدي حسين إلى أن ما شاهده هو مشروع لعرض جيد، لكن ما حدث أن أغلب العناصر جديدة، والعمل كان يحتاج إلى وقت أكبر؛ وأن مع دخول الممثلين والقطع الديكورية وجدنا ارتباكا، واللحظة الأولى من العرض عبقرية، لكن لا بد من تدريب الممثلين على مخارج الألفاظ وعلى التمثيل، الأمر الآخر هو كلمة السينوغرافيا التي بدأت منذ الإغريق وتطورت مع الفرنسيين، ثم تطور اللفظ ليصبح كل شيء موجود على المسرح، من فراغ وديكور وإضاءة وممثلين هو مسئولية السينوغراف، ولكن للأسف فإن هذا غير موجود في مصر سوى عند وليد عونى فقط، والمصطلح هنا به إشكالية ولا بد من ضبطه.
قال د. عمرو دوراة، إن الناقد محمد الروبي أشار إلى إنه في عام 1988 بدأ المهرجان التجريبي الذى أفادنا كثيرا في المصطلحات ولكن على من هذه الإفادة فقد أضرنا في فن الإلقاء، خاصة في الاهتمام بالصورة على حساب الكلمة، وكتاب فن الإلقاء لعبد الوارث عسر كتاب مهم جدا، لا بد من قراءته، النقطة الثانية.
أشار الروبي إلى كيفية تناول النصوص الأجنبية بشكل عربي ومعاصر، واللوحة الأخيرة كانت مهمه جدا، وتداخل الفنان حازم شبل قائلا: أنا عضو في الهيئة العالمية للسينوغرافيا، وهو مصطلح قديم اختلفوا عليه، وانتهى إلى أن المصطلح هو كل ما يخص تصميم المنظر المسرحي، وأضاف شبل أنه لا بد أن نترك الجمهور ليأخذ شحنته المسرحية، وليس ضروري أن نمسك المايك ونقول قدمنا كذا، أما المركب فأي تكنولوجيا خادمة للحالة، ولكن أن تأخذ عيني هذا ما لا يجب أن نصرف نظر المتفرج عنه.