محلل لبناني: لعنة النفط فتحت شهية الفساد والتدخلات الخارجية في البلاد
قال زياد علوش، المحلل السياسي اللبناني، إن الفساد مستفحل بين الطبقة السياسية التي حكمت لبنان منذ ثورة 17 أكتوبر تحت شعار: كلن يعني كلن، فالسياسيون اللبنانيون لا حرج عندهم في اتهامهم بالفساد والإفساد، مؤكدا أن القضاء عاجز عن محاسبتهم.
ويأتي جاء ذلك على خلفية الاتهامات الأخيرة التي طالت عددا من السياسيين اللبنانيين، خاصة بعد أن جاء ذكرهم على خلفية الفضيحة العالمية للفساد، وهي وثائق باندورا المعروفة.
وتابع علوش، في تصريح لـ القاهرة 24: نحن نقول في لبنان إن الفساد منظومة متكاملة، وأن التسريبات الخارجية التي تثار في هذا الشأن من حين لآخر القصد منها طرح أوراق جديدة للمشاريع الخارجية من أجل استثمارها في الداخل لا سيما أن إثارة الأزمات من أجل إدارتها واستثمارها في عصر القوة الناعمة أضحت صناعة مهمة في السياسة الدولية ولبنان كبلد تحكمه الفوضى ويشكل مسرحا مناسبا لمثل هذه الاستعراضات.
وأضاف أن الأزمات المتلاحقة والمتسلسلة ستبقى، ما دام أن الطبقة الفاسدة مستمرة في حكم لبنان، لذلك على الشعب اللبناني أن يقول كلمته الحاسمة في ضرورة صناعة دولة العدالة والإنتاج عبر ثورة حقيقية تبدأ في صناديق الاقتراع في الانتخابات النيابية المقبلة، خاصة أن لعنة النفط أصابت لبنان أخيرا من خلال الاكتشافات الهائلة في مياهه الإقليمية، وذلك فتح شهية الفساد في الداخل أكثر، كما فتح شهية التدخلات الخارجية.
وأوضح علوش أن بعض الساسة اللبنانيين يعتقدون أن من يظهر خارج السلطة في الفترة المقبلة ستجف عروقه، وسيتم تحميله كامل التبعات وكذلك العكس صحيح، حيث إن من يحجز مكانه سيستمر لفترة طويلة وذلك على مستوى الأفراد والأحزاب والطوائف والمذاهب والمناطق.
وأكد أن هذا المسار سيتضح عندما نرى دائرة الاستهدافات والاتهامات والاستدعاءات القضائية والإقصاءات السياسية وارتباطه بمدى التأثيرات الخارجية الإقليمية والدولية، حيث يقع لبنان ضمن مشادة قاسية نتيجة موقعه الجيواستراتيجي ونظامه الطائفي.
