حلال في هذه الحالة.. لماذا حذفت الإفتاء فتوى زواج المحلل؟| فيديو 

اعتلت قضية زواج المحلل وحكمه في الإسلام قمة أحاديث الناس في مصر في الساعات الأخيرة، بعد تصريحات المدعو محمد الملاح، الذي اتخذ من زواج المطلقات ثلاثًا بغرض تحليلهن لأزواجهن مهنة له.

وقال الملاح خلال لقائه بالإعلامي شريف عامر، أمس، في برنامجه يحدث في مصر، إنه يفعل ذلك لوجه الله ولا يتقاضى أجرًا على إعادة إعمار البيوت بعد خرابها بالطلاق، مضيفًا أن ما يفعله قانوني منكرًا تمامًا لحرمة هذا الفعل.

وفي هذا السياق، أعاد البعض نشر فيديو سابق للدكتور شوقي علام، مفتي جمهورية مصر العربية، خلال لقائه بالإعلامي حمدي رزق في برنامجه، نظرة، والمذاع على شاشة فضائية صدى البلد، تحدث فيه عن فتوى دار الإفتاء المصرية بخصوص زواج المحلل، والتي حذفتها الإفتاء بعد فترة قليلة من نشرها.

وأكد الدكتور شوقي علام، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن فتوى دار الإفتاء بخصوص زواج المحلل حذفت نظرًا لأن الكثير من الناس أساؤوا فهمها، بالإضافة إلى تحريف حقيقة الفتوى من قبل بعض المواقع المشبوهة، التي اتخذت من الفتوى وسيلة لإحداث البلبلة والضجيج.

وأتى نص الفتوى التي حذفتها دار الإفتاء المصرية بعد نشرها بوقت قصير كالآتي: الزواج إذا كان بشرط التحليل فهو حرام شرعًا باتفاق الفقهاء، أما إذا كان منويًّا فقط من غير اشتراط في العقد أو عنده، كأن يتطوع شخص من نفسه ودون اشتراطٍ في العقد ويتزوج المطلَّقة 3 طلقات، ليطلقها بعد ذلك لتعود لزوجها الأول، فإنه جائز ويكون العقد بذلك صحيحًا.

وبالحديث عن المعنى الذي قصدته دار الإفتاء من فتوى زواج المحلل السابقة، قال الدكتور شوقي علام، إن الزوجة إذا طلقت ثلاثًا فقد بانت من زوجها بينونة كبرى، ولا يحل له ردها إلى عصمته إلا بزواجها من آخر زواج صحيح مستوفٍ للشروط والأركان.

وتابع مفتي الجمهورية توضيحه قائلا: فإذا تزوجت المرأة البائنة من زوجها بينونة كبرى من رجل بغرض طلاقها بعد الزواج لتحليلها لزوجها فهو زواج باطل ومحرم في الإسلام.

أضاف مفتي الديار المصرية أنه إذا تزوجها تطوعًا من نفسه ليحللها إلى زوجها وأضمر نيته حول ذلك، ولم يخبرها أو يشترطا ذلك في العقد، فإن ذلك جائز ولا حرج فيه، ويعتبر الزواج صحيحًا، لافتًا إلى أن صحة عقد الزواج لا تتوقف على النوايا فقط، وإنما الأقوال والأفعال كذلك.

وفي نفس السياق، أعادت دار الإفتاء المصرية اليوم، نشر فتوى زواج المحلل، حسمًا للجدل الثائر منذ ساعات، بسبب تصريحات المحلل محمد الملاح، واستكمالًا لحملة هنعرف الصح، التي أطلقتها الإفتاء المصرية للتوعية بالأمور الشائكة في المجتمع المصري.

وقالت الإفتاء في فتواها التي جاءت بعنوان: الزواج بشرط التحليل، إن زواج المرأة المَبْتوتة –أي: المطلقة ثلاثًا- لكي تحل للزوج الأَوَّل، -وهو ما يُعْرَف بـ(الزواج بشَرْط التحليل)- حرامٌ شرعًا باتفاق الفقهاء؛ فقد روي عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم: «أنَّه لَعَن المُحَلِّل والمُحَلَّل له»، مشيرة إلى أن اللعن إنما يكون على ذنبٍ كبيرٍ.

وتابعت الإفتاء في منشورها: وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما، أنَّه سُئِل عن تحليل المرأة لزوجها؛ فقال: «ذاك السِّفَاح»، موضحة أن السِّفَاح؛ أي: الزنا.