إلهام شاهين: ختان البنات موروث غبي.. وأفخر بلقب المحاربة | حوار
تعد إلهام شاهين واحدة من أكثر النجوم تأثيرًا في تاريخ السينما المصرية، كما أنها من أكثر النجوم جرأة، لاهتمامها بمناقشة قضايا مجتمعية مهمة وجريئة، إضافة إلى جرأتها في إبداء آرائها، ويحمل مشوارها الفني العديد من الأعمال السينمائية، تعدت الـ100 فيلمًا، كان آخرها فيلم حظر تجول الذي فازت من خلاله بجائزة أفضل ممثلة في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ 42.
تحدثت الفنانة إلهام شاهين في حوار لـ القاهرة 24 عن تصريحاتها الأخيرة بشأن تبرعها بأعضائها بعد الوفاة، وفيلمها الجديد بنات صابرة، وعودتها للمسرح بعد غياب 20 عامًا، وتصريحاتها خلال الفترة الماضية أيضًا بشأن عدم ممانعتها الزواج مرة أخرى، وإلى نص الحوار:
أثرت ضجة كبيرة على السوشيال ميديا مؤخرًا بسبب تصريحاتك، هل تتابعين تعليقات الجمهور؟
لا أعرف شيئًا عن السوشيال ميديا ولا أتابعها، لأنها تحتاج لوقت كبير، وشخص متفرغ للرد على الجمهور، ولا أمتلك هذا الوقت كما أنني شخصية مجادلة بطبعي، فإذا رأيت تعليقًا لم يعجبني سأضطر للرد وسأحاول إقناع الآخر بوجهة نظري، ومن الطبيعي أن أجد البعض يوافقني الرأي وآخرون يخالفوني، لهذا السوشيال ميديا شيء صعب جدًا بالنسبة لي؛ لذا الابتعاد عنها أفضل.
هل توقعت الضجة التي حدثت بعد تصريحاتك بشأن التبرع بأعضائك بعد الممات؟
بالتأكيد كنت متوقعة هذه الضجة التي حدثت، لأن الحديث في هذا الأمر لم يكن بسيطًا ومسألة مهمة جدًا، وأرى من وجهة نظري أنها مسألة حياة أو موت، وهذا قانون موجود بالفعل منذ 10 سنوات لكن لم يتم تفعيله، وما فعلناه يعد تحريكًا للمياه الراكدة بعد مرور هذه السنوات، رغم أن القانون أقرت به الدولة من قبل، وأرى أنه حدث جيد، والتفت له الجمهور لأن هناك مرضى يحتاجون لهذا الأمر، ومن خلاله نستطيع أن ننقذ حياة الناس من الموت ومن الألم، لأن هناك كثيرون يعيشون في ألم لأنهم لا يملكون هذه الإمكانيات.
كيف كانت استعداداتك قبل الإدلاء بهذا التصريح؟
أخذت رأي شيوخ كبار مثل الشيخ خالد الجندي وسعد الدين الهلالي، كما تحدثت مع أساتذة كبار في الطب مثل محمود المتيني رئيس جامعة عين شمس ومصطفى الشاذلي أحد كبار أطباء زراعة الكبد، ويعد الدكتور خالد منتصر صاحب المبادرة، وأثق فيه بشكل كبير لأنه لا يتحدث في أمر إلا بعد دراسة وبحث كبير، وأيضًا المستشار أمير رمزي، جميعهم أسماء ثقيلة وموثوقة، والقضاء والطب أيدوا فكرة التبرع بالأعضاء فإذًا ما المشكلة، وإن شاء الله من خلال هذه الفكرة سيعم الخير على أهل مصر.
كيف رأيت التفاعلات مع تصريحك؟
وجدت تأييدًا لفكرتي من قبل أصدقاء كثيرون مثل فاطمة ناعوت ومحمد العدل ونوال مصطفى، والفنان عبد المنعم العمايري تحدث معي هاتفيًا وأخبرني أن الكثيرون من سوريا تفاعلوا مع فكرة التبرع بالأعضاء بعد الممات، وأرى أن أي شخص معارض للأمر فهو إنسان ضد الإنسانية والعلم والدين، كما أنني سعدت جدًا بمداخلة الشيخ أحمد وسام أمين عام الفتوى بجامعة الأزهر الذي قال لي إن فكرة التبرع بأعضائك تعد صدقة جارية بعد الممات وهو ما أسعدني بشدة، واستنكر اعتراض البعض، لأن ديننا ومشايخنا الكبار قالوا إن هذا شيء إنساني وصدقة جارية، وفي النهاية فهو ليس فرضًا ولكنه حرية شخصية.
ما ردك على وصف الفنان محمد صبحي لكِ بالمحاربة بسبب تصريحاتك؟
محمد صبحي أستاذي ودرس لي في المعهد، وتعاونت معه في أعمال عظيمة منها مسرحية المتحذلقات، وقدمت معه 3 أفلام، هو أستاذي وصديق عزيز أحترمه فنيًا وإنسانيًا وأحترم آرائه وكل الشكر له عن وصفي بالمحاربة وكل الفخر لي بهذا الوصف.
ماذا عن تعاونك مع محمد صبحي في عمل مسرحي؟
يسعدني أني سأقف أمام محمد صبحي في العمل المسرحي ممثلًا ومخرجًا، وواثقة أنني سأكون في يد أمينة.
لماذا تغيبت عن المسرح طيلة الفترة السابقة؟
لم أجد شيئًا عُرض علي طيلة الفترة السابقة يستحق العودة للمسرح، المسرح يحتاج مجهودًا كبيرًا، لذا قررت أن لا أعود إلا إذا وجدت عملًا ذا قيمة.
حدثينا أيضًا عن فيلمك الجديد بنات صابرة؟
فيلم مهم جدًا يهتم بكل ما يخص البنت التي لا حول لها ولا قوة، وننتقد زواج القاصرات وختان البنات وكل الموروثات التي أرى أنها غبية، والتي تضيع حقوق الفتيات الصغيرة، وسيكون هذا الفيلم صرخة قوية، وأتمنى أن يعرض في جميع محافظات وقرى مصر.
قلت أنك كنت شخصية خجولة خلال دراستك بالمدرسة، كيف تغلبت على هذا الأمر؟
الشخص الخجول لا يصلح أن يكون فنانًا، كونه يعايش شخصيات مختلفة من خلال الأدوار التي يقدمها في أعماله، والفن يحتاج للجرأة، وهذه الصفة لا تصلح أن توجد في الفنان، لذا كان والدي يرى أنني لا أصلح أن أكون فنانة، وقال لي: «داخلة الفن تعملي إيه الفن محتاج جرأة»، وتغلبت على خجلي من خلال المسرح، كل شيء بالتعود والمسرح هو العامل الأساسي الذي جعلني أتحلى بالجرأة.
وفي البداية كنت أمثل على خشبة المسرح أمام زملائي وأساتذتي، ومع الوقت أصبحت أقف أمام جمهور كبير، لأن المسرح يكسب الشخص جرأة كبيرة، بسبب مواجهة الجمهور، والأمر لم يكن سهلًا كوني خجولة للغاية، وبكيت في أول ظهور لي على المسرح وكنت خائفة من التجربة.
يلقبك البعض بكثير من الألقاب ما أحب الألقاب لك؟
يُطلق علي كثير من الألقاب مثل المحاربة المتمردة، الشجاعة، ولكنني أسعد بجميع الألقاب والصفات التي أوصف بها، ويعد لقب متمردة هو أكثر لقب ينطبق علي، وذلك لأنني لا أقبل الخطأ وأبحث عن الجديد وأدخل في مناطق كثيرة يخشى كثيرون الخوض فيها، حتى أدواري أتمرد عليها لأنني كلما قدمت عملًا أريد نسيانه وأبحث عن المختلف.
قلت أنك لا تمانعين الزواج مرة أخرى، ما هي مواصفات شريك أحلامك؟
لا أضع مواصفات لزوجي المستقبلي، لأن المشاعر والحب هما اللذين يحكمان هذا الأمر بالنسبة لي، كوني لا أفكر في الأمر بشكل عقلي، وأرى أن أي سيدة تشعر بالحب تجاه شخص يكون نتاج مشاعر إنسانية تجر إليها، وليس لها دخل بالمواصفات، وأنا لست من النوعية التي من الممكن أن تتزوج زواجًا عقليًا، الارتباط بالنسبة لي مشاعر لأن المشاعر ليس لها قوانين، والمشاعر تهون أي متاعب في الحياة، ولو أن هناك مواصفاتٍ بالعقل لا أتمناها في شريك أحلامي، سأتغاضى عنها في حال أني أشعر بالحب، لأن الحب والمشاعر الإنسانية تعطي سعادة كبيرة على جميع المستويات، وشيئا أساسيًا في أي علاقة، الحب بالنسبة لي يسير حياتي كلها، فحينما أحب شخصًا أتقبل عيوبه، لأنه لا يوجد إنسان خالٍ من العيوب.
