وزير الأوقاف يوجه التحية لجيل أكتوبر خلال خطبة الجمعة.. ويؤكد: الجيل الحالي على نفس الخط
ألقى الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، خطبة الجمعة اليوم بمسجد الروضة بمدينة طور سيناء بمحافظة جنوب سيناء بمناسبة افتتاحه، بحضور كلٍّ من الدكتور محمد معيط وزير المالية، وفضيلة الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، واللواء أحمد خالد فودة محافظ جنوب سيناء، واللواء شريف رؤوف مساعد أول وزير الداخلية ومدير أمن جنوب سيناء، واللواء أيمن الشريف سكرتير عام المحافظة، والمهندس أحمد الإسكندراني السكرتير العام المساعد، والمهندس هاني رضا رئيس مجلس مدينة طور سيناء.
ويأتي ذلك في إطار دور وزارة الأوقاف التنويري والتثقيفي، ومحاربة الأفكار المتطرفة، وغرس القيم الإيمانية والوطنية الصحيحة، وفي ضوء اهتمام وزارة الأوقاف بعمارة بيوت الله عز وجل مبنى ومعنى.
واستفتح وزير الأوقاف الخطبة بالدعاء لأسر الشهداء بأن يربط الله على قلب أمِّ كل شهيد، وعلى قلب أب كل شهيد، وعلى قلب زوج كل شهيد، وعلى قلب أبناء كل شهيد، وأن يمنحهم الصبر والقوة والثبات، مؤكدًا أن الشهيد له الأجر الجزيل عند الله سبحانه وتعالى، مشيرًا إلى قول الله تعالى: وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُون* فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ* يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِين.
كما أشار جمعة كذلك في هذه المناسبة إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يُكْلَمُ - أي: يُجرَح - أَحَدٌ فِي سَبِيلِ اللهِ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِهِ - إِلاَّ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّوْنُ لَوْنُ الدَّمِ وَالرِّيحُ رِيحُ الْمِسْكِ، فالشهداء ليسوا أمواتًا بل أحياء عند ربهم يرزقون، مشيرًا إلى أن الفقهاء في باب الجنازة في الصلاة على الشهيد لا يقولون: الصلاة على الميت، وإنما يُقال: قدِّموا الشهيد.
وذكر مختار جمعة كذلك أنه عندما استشهد سيدنا حارثة بن سُراقَة، رضى الله عنه، في يوم بدر، أتت أُمَّ الرُّبَيِّعِ وهي أُمُّ حارثة بن سُراقَة النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا نَبيَّ الله، ألا تُحدِّثُني عن حارثة وكان قُتِلَ يوم بَدرٍ، أصابَهُ سهمٌ غَرْب، لا يعرف من أَي جهة رُمِيَ به، فإن كان في الجنة صَبَرتُ، وإنْ كان غير ذلك، اجتَهَدتُ عليه في البكاء؟ قال صلى الله عليه وسلم: "يا أُمَّ حارثة إنها جِنانٌ في الجنَّة، وإنَّ ابنَكِ أصاب الفِردَوسَ الأعْلَى».
وأشار الدكتور محمد مختار جمعة كذلك إلى قوله سبحانه وتعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا، فهو مكان لا يمل صاحبه أبدًا فلا يطلب أو يقبل التحول عنه إلى أي مكان آخر، لافتا إلى أن الإنسان في الدنيا مهما عاش في أي مدينة مهما كان جمالها وإمكاناتها فبطبيعته البشرية يريد الانتقال إلى مكان آخر وجو آخر، إلا أهل الفردوس: لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا.
كما أكد وزير الأوقاف على أن هناك فرقًا بين تمني الشهادة، وطلب الشهادة، لافتا ‘لى قوله صلى الله عليه وسلم: من سألَ اللَّهَ الشَّهادةَ صادقًا بلَّغَه اللَّهُ منازلَ الشُّهداءِ وإن ماتَ علَى فراشِه، وهناك فرق كذلك بين التهور والاندفاع، وبين عدم الفهم لصحيح الإسلام؛ مشيرًا إلى أن القاعدة الأساسية في ديننا الحنيف هي السلام.
ولفت الدكتور محمد مختار جمعة إلى أن الإسلام يبعث برسالة سلام للعالم كله لافتا إلى أن القاعدة الأصلية في الدين الإسلامي وهي السلام، وأن الحرب استثناء، وتكون حرب دفاعية لا اعتداء فيها على أحد، وأن الإسلام لم يكن أبدًا باحثًا عن القتال ولا متشوفًا إليه بل مدافعًا عنه ما أمكن ذلك، لافتا إلى قول الحق سبحانه وتعالى:أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِير.
وأشار جمعة إلى أن هذا، الإذن للذين يُقاتَلون، أي: يُعتدى عليهم ويضطرون للدفاع عن أرضهم ووطنهم ومالهم وعرضهم وكرامتهم، لافتا إلى إنه حتى في هذه الحالة من الظلم والاعتداء يقول سبحانه: وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ، ومشيرا كذلك إلى أمر النبي عليه الصلاة والسلام لأصحابه أن لا يبدأوا القوم بقتال حتى يكون العدو هو البادئ بالقتال، وذلك لأن الإسلام لم يكن أبدًا متشوقا للقتل ولا لسفك الدماء.
وأكد وزير الأوقاف أيضا على أن الدين الإسلامي هو دين البناء والتعمير، وأن الحضارة الإسلامية هي حضارة البناء والتعمير، لافتا إلى أن الدولة المصرية جيشا وشعبا تبني وتعمر في مختلف المجالات، وأننا نحب البناء والتعمير أينما كان لنا وللبشرية جمعاء، ونرفض الهدم والتخريب والفساد والإفساد، موجهًا التحية والتقدير لجيل أكتوبر 73 المجيد، مؤكدًا أن جيل أكتوبر 2021م على نفس الخط يحمي ويبني.